الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية سليم بارت 1

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وهي تهمس مبررة كالأطفال حينما تخطأ 
أنا مكنتش اقصد حاجة برة زيدان قال نكته وانا ضحكت مش انت زعلت علشان ضحكت بصوت عالي صح 
رمشت عدة مرات وهي تلقي بنظراتها البريئة والتي يندثر منها الأسف معتقدة بذلك إنهاء حالة التوتر بينهما استند سليم بيديه على الباب من خلفها قائلا 
نكته 
كانت نبرته تحمل السخرية منها متعمدا تجاهل رفاهيتها التي من المفترض أن تكون معه ولأجله فقط فاعتدل بوقفته ووضع يده في جيب سرواله قائلا بخشونة 
لما انتي محتاجة تسمعي نكته مقولتيش ليه وأنا اقولك 
رمشت ببلاهة وهي تنظر له بحثت بين تقاسيم وجهه الحادة أو في شخصيته الجامدة عن خفة الظل ولكنها لم تجد فقد  كانت معډومة لديه 
أنت بتقول نكت 
هز رأسه مجيبا بسلاسة أدهشتها 
اممم تحبي تسمعي 
أومأت برأسها تجيب بالإيجاب وهي مازالت تحت صډمتها المرهونة بفعل دقائق بسيطة تنتظر بها التفوه بمزحة فكانت ملامحها تتأهب وكأن شهادتها ستعلن التو وبالطبع خالف انتظارها وفتح باب المرحاض من خلفها حتى لم تستفيق سوى وهي مستنده بظهرها على الباب فمدت يدها تقبض فوق يده قائلة بتلجلج 
بتعمل إيه 
بقولك نكت 
سليم كده عيب على فكرة 
هو أنا قولت إيه 
سألها بصوته الجامد والحاد فنظرت له بنصف عين وكأن نظراتها وحدها كفيلة بتوضيح ما يحاول الوصول إليه 
ياريت ننهى كلامنا في الحمام علشان العفاريت وكده 
من امتى وانتي اللي بتنهى الكلام يا شمس 
من النهاردة يا سليم 
فهمست بجانب أذنه بخجل 
سليم كفاية 
ابتعد عنها يرمقها بهدوء الهب مشاعرها ف آه من نظراته والتي تكشف مدى عشقه لها فكان له سحر خاص يجعلها تنزوي في كنف غرامه بكل استسلام ورضا 
خرجت من شرودها على صوته الرجولي المفعم بالمشاعر الجياشة 
أنتي تعرفي عني كده 
هزت رأسها بنفي والقت نظرة توسل طفيفة حينما مد يداه يداعب خصلات شعرها السوداء 
طب اطمن على أنس 
ابتعد في ضيق وأشار للخارج بوجوم حينما أبدت ابتعادها عنه وكأنه شخص غير مرغوب لدى من حوله 
اتفضلي روحي 
ابتلعت لعابها في ترقب 
زعلت مني صح 
خرج من المرحاض يحدثها بنبرة غليظة خشنة غير التي كان يتحدث بها منذ قليل وكأنه يعاني من انفصام شخصية فقال بسخرية 
  وازعل منك ليه أنتي بتعملي حاجة تزعلني انتي ما شاءالله عليكي بتحترميني جدا 
كادت أن تنفلت أعصابها وتتشجار معه راميه بمنطق عقلانيتها عرض الحائط وخاصة أمام كلماته الچارحة ولكن كعادتها تراجعت أمام عاصفته الغاضبة وحاولت بقدر الامكان امتصاص مشاعره الحانقة فقالت بهدوء 
أنا فعلا بحاول مزعلكش مني وبحترمك جدا يا سليم سواء في وجودك او في غيابك ومش هعقب على سخريتك في الكلام دلوقتي الا لما تهدا وتعرف ان زيدان ويزن مجرد اخواتي 
قالت كلماتها دفعة واحدة وغادرت الغرفة في سرعة أشبه بالهرب من اعصاره التالي استمعت لصوت الشرفة التي فتحت بقوة بسبب عصبيته فأدركت انه اختار سجائره طريقا لتهدئة نفسه 
دخلت ليال منطقتها الشعبية في خطوات متمهله غير عابئه بدقات الساعة التي كانت تشير للحادية عشر مساءا ضاربة بنظرات السكان عرض الحائط حيث اعتادت على استقبال سمۏم نظراتهم بصدر رحب 
رفعت أنفها للأعلى بشموخ وثقة وبدأت تتمايل في خطواتها في عجرفة أصبحت ملازمة لها قاصدة كل حركة تصدر منها 
مالت نظراتها للاشمئزاز

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات