الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية سليم 11

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الحادي عشر.
تبادلوا النظرات جميعا ولم يفهموا ما يرمي إليه حتى لاحظ الغرفة المغلقة وربط الاحداث ببعضها..فانطلق نحوها وبدون سابق انذار اندفع بكل قوته حتى كسر الباب وهنا كانت الصدمة لهم جميعا بما فيهم سليم فنطق بكلمة واحدة ارتفعت نبرته وأثارت الړعب في نفوسهم خوفا من القادم.
شمس.
ركضت شمس تختبئ خلف زيدان پخوف لم ترى زوجها من قبل بهذه الحالة الثائرة فحالته تشبه إعصار تسونامي حيث اقتلعت قلوبهم من فرط توترهم...

خرج سليم من الغرفة باحثا عنها بعينيه القاتمة فاختبئت أكثر منه وكأن جسد زيدان يمثل حصنها المنيع ضد ڠضب متهور قد يطالها من زوجها والتي تجهل الآتي منه حتى الآن.
ازدادت أنفاس سليم الهائجة وكأنه في حلبة مصارعة يصارع من أجل التقاط أنفاسه الأخيرة بعد ضربات موجعة من جميع الجهات لقد خارت قواه..ولم يعد لدية ذرة تعقل بعد هذه الصدمات ولكنه سيتمسك بأخر ذرة هدوء زائفة قبل الانفجار بها.
افهم إيه من اللي عملتيه ده...بتعملي اللي أنا رفضته من ورايا ليه!
تفوه بها وصوته يحمل قهرا مزق نياط قلبها لاشلاء يبدو أنه يجاهد أمرا ما بداخله بل ارتجفت نظراته للحظات وهو ينظر في عمق عيناها يبحث عن دوافعها لتخفي عنه شيئا هكذا..ولكن الصمت الطويل من جانبها جعله يدور بنظراته عليهم جميعا..كانت أجسادهم في وضع دفاع وكأنهم يعلمون بما فعلته انفلتت ضحكة ساخرة صغيرة منه.. بعدما توالت التراكمات داخله وكأن القدر خطط في أجندته رسومات الغدر رفع يده المرتجفة يضغط بها على جانبي رأسه بقوة وكأنه يريد الفتك بعقله الذي يعمل جاهدا معطيا انذارات للخېانة منهم جميعا..ومع استمرار صمتهم وارتفاع صوت أنفاسهم..خرج صوته الجهور ينفجر بها..
بقولك ليه عملتي كده..ردي دافعي عن نفسك..افهم ايه من العصيان اللي انتي بتعمليه ده!
لم تستطيع الرد عليه..فاقترب يزن خطوة للأمام بحذر وبصوت هادئ يحاول امتصاص ڠضب أخيه
انت فاهم الموضوع غلط اهدى علشان نفهمك.
وبحركة غير متوقعه أرجعه سليم بيده للخلف وهو يتساءل بنبرة غليظة تخرج النيران من بين حروف كلماته
أنت بتتدخل ليه كنت بتساعدها في حاجة غلط مبسوط وأنت بتعمل كده في أخوك
هربت الكلمات من يزن واستمر بالتحديق بأخيه يبحث عن تبرير قوي يستطيع جذب سليم به من كنف الڠضب والحقد البادي بعينيه ولكن قرر زيدان التحدث بنبرة دافعية استفز بها سليم.
شمس معملتش حاجة غلط..علشان تدافع بيها عن نفسها.
رفع سليم يده نحو زيدان يشير بعصبية مفرطة نحوه
الله..أنت كمان كنت عارف..وأنا الاهبل اللي عايش في عالم تاني لوحدي.
ابتعد زيدان بعينيه بعيدا عن مرمى بصر أخيه المعتاب له وازدادت الفجوة اتساعا وغلفت مشاعرهما بنيران الكره... انتقلت يد سليم نحو والدته ووالده بالتتابع يسألهم بقلب مفطور ولكن نبرته تعكس ذلك فكانت تحمل الكبر والحقد
وأنتوا كنتوا عارفين!.
صمت طالهم وأخمد عقولهم... فأشار على نفسه بصوت يحاول اخفاء نبرة الانكسار به بعد أن تلقى الخيبات على يدهم وأصبحت نفسه شاردة لا تجد المأوى أمام نظراتهم المحملة بالبرود
يعني أنا كنت المغفل الوحيد بينكوا بتتفقوا عليا...عايش وسطكوا وبتغفلوني..طب ليه!
فرك والده وجهه بحزن وارتمى بجسده فوق الاريكة بعدما فقد القدرة على الاتزان أمام مواجهة حذرهم جميعا منها ولكن لم يستمع له أحد.
شدد سليم على خصلات شعره پعنف ودار حول نفسه كالمچنون لا يصدق ما يفعلونه يتعاملون معه وكأنه عدو..منبوذ..يلقون اللوم عليه..حتى أنه رأى في عيونهم أن غضبه غير مبرر..لا يشعرون به بالمرة..وكالعادة يتجرع الخيبات منهم مرارا وتكرارا.
لم يشعر بنفسه سوى وهو

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات