رواية سليم الفصل الثاني
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
ليال
رفعت ليال عيناها ترمق فاطمة الواقفه أمام شقتها تبتسم ابتسامة واسعة وكأنها حصلت على جائزة ثمينة رمقتها ليال بنظرة تعالي كعادتها قبل أن تتأفف قائلة
خير يا فاطمة
سارعت فاطمة بالقول الذي كان يتخلله حماس
سيف قالك ان عايزكي تدي توته درس انجليزي
هزت ليال رأسها في صمت بينما تحركت عيون فاطمة بعدم فهم لصمتها حتى هزت رأسها وابتسامتها بدأت في الارتجاف
مطت ليال شفتيها في ملل قائلة بلامبالاة
لا مش موافقة
الټفت ليال بجسدها لتستكمل طريقها في الهبوط فستوقفتها فاطمة بسؤالها
ليه
ابقى اسالي اخوكي
خرجت منها حادة بعض الشيء مما جعلت الاخرى تقبض ما بين حاجبيها في تعجب غادرت ليال وبقيت فاطمة على اثرها حتى انتبه عقلها لنقطة وضحت معنى إجابة ليال بالتأكيد سيف هو من تتمحور لديه الاجابة وهو من جعلها ترفض بهذا الشكل
ايوا يا حبيبتي
وليك عين تقولها بعد ما طفشتها يا سيف
طفشت مين
قالها سيف في استهجان فردت فاطمة على الفور بهجوم شرس
ليال أنت اصلا مالك أنا قولتلك تعملي خدمة تتدخل بالخير ولا تخرب الموضوع اهو البت لو سقطت في الانجليزي ذنبها في رقبتك ياسيف
اسمع ما اقولك ليال هتدي البت درس يعني هتديها انت أكيد ضايقتها هي قاټلي كده
مين دي!
قالها في تعجب محاولا لم شتات الموضوع بأكمله
ليال
صړخة اخته بأذنه جعلته ينتفض من حالة الخمول والملل المسيطرة عليه أثناء الاتصال
لمح سيف بطرف عينيه غزال جامح يخرج من البناية سريعا تحاول تخطي الزحام الشعبي من بين البائعة اللاجئين واطفال وشباب المدارس
تحرك خلفها في هدوء مدروس وما إن خرجت من المنطقة بأكملها حتى استوقفها بصوته الخشن
اقفي
الټفت ليال سريعا تطالع من يأمرها في حدة تعجبت لاثرها وما إن وقع بصرها عليه حتى هدأت ملامحها لثوان بعدما كانت تتأخذ طريقا للهجوم والتوبيخ
قالتها في عناد وعيناها تزداد شراسة فابتسم باستهزاء واضح قائلا
هو أنتي رفضتي تدي توته الدرس ليه!
هزت كتفيها بلامبالاة
أنا حرة مش هديها حاجة! هو عافية
ابتلع ريقة بصعوبة مجاهدا نفسه المتمنية بضربها وتكسير عظام رأسها ناهيك عن خصلات شعرها التي خرجت من الحجاب بكثرة
راقبت عيونه وهي تتحرك مع خصلات شعرها المتطايرة ولكن يبدو في نظرته الحدة والقسۏة والاشمئزاز لم يكن هناك أبدا شيئا من الاعجاب مثلما ترى دائما أو مثلما تعودت من ذلك الصنف فتلقائيا اهتزت مشاعرها وثباتها أمامه ومدت أصابعها تحكم خصلات شعرها أسفل حجابها بهدوء مخلوط بالتوتر الملحوظ
فرك سيف وجهه في ضيق وعاد يقول في هدوء
هتدى الدرس لتوتة الساعة كام!
رفعت عيناها تقابله بشموخ وهي تلقي بكلماتها الخالية من الادب
مش هديها وده اللي عندي
أشارت ليال بيدها لسيارة الاجرة وتوقفت أمامها في لحظة فركبت سريعا تهرب من نظرات عينيه الغاضبة ونبرته الخشنة تخبرها في تحد
واللي عندي أكتر منه
مساءا
توقفت سيارة سليم أسفل بنايتهم وكعادته انتظر دقائقه المفضله في هدوء احتاجه قبل الدخول لمنزل أصبح يرهقه في الآونة الاخيرة
خرج من سيارته ممسكا بحقيبة ورقية عليها شعارهم الخاص
بالمجوهرات وذلك بعدما قررا صباحا أن يراضي شمسه معترفا بمدى الضغط النفسي الذي يمارسه عليها كثيرا في الفترة الأخيرة بتصرفاته الچنونية المتقلبه بين حين وآخر حيث أصبحت تعاني معه وظهر ذلك جليا على ردود افعالها وبعدها الجزئي عنه
دخل من باب شقة والديه وصلت إلى مسامعه صوتهم في الصالة الداخلية خطى بخطوات هادئة نحوهم ولكن قبل أن يدلف لمح شمس بالمطبخ تضع العصير في الاكواب
غير خطاه ودخل في هدوء شديد حتى توقف خلفها مباشرة ومن شدة تركيزها لم تشعر به سوى وهو ېلمس يدها في لطف انتفضت انتفاضة صغيرة والتفتت سريعا تطالعه في قلق لتصرفه ذاك
سليم
عيونه
ظهرت البلاهة على ملامحها وهي تستمع لنبرة صوته الدافئة وملامحه الهادئة فابتسمت حتى ظهرت نواجزها
حمد الله على سلامتك
رفع حاجبيه معا مبتسما بتهكم
هو أنا جاي من الحجاز!
امتعض وجهها وهي تنظر له حنق
على طول معترض على كلامي
هز رأسه مجيبا في هدوء
علشان مش في محله
وضعت يدها في خصرها تطالعه بدلال
امال اقول ايه بقا!
تقولي اي رد يكون على الوزن ده!
ضحكت بخفة وهي تقف على أصابع قدمها حتى تصل لمستواه
الجميل رايق النهاردة
فتح فمه كي يتحدث تزامنا مع رفع يده بالحقيبة امام وجهها ولكن قطعه صوت حارس البناية وهو ينادي بصوت عال
سليم بيه
ترك سليم شمس على مضض واتجه صوب الباب المفتوح نظرا لعادتهم دائما
الورد ده جاي لشمس هانم
التقطه سليم منه بقوة بعدما استغرق ثوان يترجم بها كلمات الحارس
قرأ الكارت الموضوع فوقه حينما لمح لقب يخص زوجته توقف عقله عن العمل بسببه
" احلى ورد لاحلى انسة شمس"
دمتم سالمين
التفاعل سيء للغاية الفصل اللي فات