الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية سليم الفصل الثاني

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

في استسلام أدخله سليم من بوابة المنزل ثم أغلق البوابة خلفه باحكام وانطلق صوب عالم زائف يكره الساعات التي يقضيها رغما عنه به ولكن واقع المسؤولية التي وقعت فوق عاتقه كان أكبر بدليل موافقته على خوض مثل هذه التجربة رغم أنها تنافي طموحاته وآماله التي هدمت بفعل واجب المسؤولية والعائلة!
                               
دخل زيدان إلى شقة والديه وأنفاسه تزداد لهيبا واشتعالا بسبب كلمات سليم له غير مدركا تفسير تصرف أخيه غير أنه تصرف أهوج لا يليق بشخص عاقل مثله لقد كان يعامله وكأنه شخص غريب يريد أذية ولده فرك خصلات شعره البنية في ضيق تام واتجه صوب فراشه يرتمي بجسده فوقه مؤنبا نفسه على تلك الاجازة والتي يبدو في بدايتها بعدم الرضا والراحة
خرج يزن من المرحاض واتجه صوب الخزانة التقطت عينيه سترة زيدان الخاصة بيه والتي تحمل إحدى الماركات التجارية الشهيرة أخذها وبكل هدوء أزالها وارتدى السترة مدللا نفسه بالمرآه
لاحظ صمت زيدان الطويل وشروده غير العادي فقال بمزاح
ايه يابني افسر انك زعلان علشان لبست التيشرت الجديد
هز زيدان رأسه بنفي قائلا
ميغلاش عليك البسه
تحرك يزن نحوه متسائلا بفضول يتخلله مزاحه كالعادة
امال مالك ضارب بوز في وشي على الصبح ليه أنا ناقص
اڼفجر زيدان بغيظ وڠضب
اخوك اټجنن بيتهمني أن عايز أذي ابنه
أشار له يزن بالصمت مردفا بصوت خاڤت
ابوك وامك لو سمعوا طريقتك وانت بتتكلم عن سليم كده هيزعلوك جامد وبعدين هو ده سليم مش هيتغير ايه الجديد
اشار زيدان نحو عنقه بانفعال طفيف
الجديد ان اتخنقت منه ومن افعاله انا حاسس بالكره في عينه ليا
هز يزن رأسه في نفي وهو يلقي بكلمات اللوم والعتاب
سليم عمره ما بيكرهك بالعكس بيحبنا و
انفعل زيدان وهو يشير نحوه
بيحبك أنت لكن أنا لا
فتح يزن فمه متعجبا من حديث زيدان قائلا بهدوء
متتجننش من امتى الكلام البايخ ده روق كده مش علشان موقف من سليم يخليك تقول الكلام العبيط ده هو بيعاملنا كلنا كده واولنا مراته ياريت متتكلمش عليه كده تاني ابوك لو سمع هيزعل أنت عارف مكانته ازاي عنده
زفر زيدان في سخط مستغفرا ربه بعد عدة ثواني محاولا نفض تصرفات سليم بعيدا عن عقله كي تمر تلك الاجازة دون اثارة أي بلبلة تزعج والده
انتبه زيدان على دندنة يزن أمام المرآة وهو يعدل من التيشرت في تريث فاندفع بغيظ يقول
اقلع التيشرت ده يا حكيم زمانك مش هتلبسه
انتهى يزن من روتينه المعتاد مقتربا من الباب في عجلة
في واحدة جاية النهاردة تستلم مني عربية في المعرض وده عاجبني وداخل دماغي وبعدين ده اللي هيجبها
هتف زيدان في سخرية تامة
بتشقط بالتيشرتات على أخر الزمن
الحب مباح فيه كل حاجة
قالها يزن في خبث وابتسامة جانبية تحتل ثغره قبل أن يغلق الباب خلفه
أخرج زيدان تنهيدة عميقة وهو يريح بجسده فوق فراشه متأملا سقف الغرفة في شرود متمتما ببعض الكلمات الخاڤتة التي تحمل بين حروفها اوجاعا ذاقها بسبب تجرع خيبات العشق
ولا تعرف حاجة عن الحب يا يزن
                                 
هبطت ليال درجات السلم في عجلة من أمرها بعدما فقدت طابورها الصباحي في المدرسة التي حصلت على عمل بها بعد عناء جاهدت فيه اختيار وظيفة تليق بها وبمكانتها الوهمية التي رسمتها حول نفسها وكأنها أميرة وقعت من فجوة زمنية في حي شعبي لا يليق بها! كانت خصلات شعرها كالعادة تتمرد من حجابها ولكن في تلك اللحظة خرج نصف شعرها من الحجاب وحقيقة هي لم تهتم سوى أن تصل في الميعاد مبكرا أفضل من خصم يوم كامل بسبب التأخير
مس

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات