رواية سليم الخاتمة
حولها ما عدا صوت ضحكه ابتسمت تلقائيا بصفاء والتصقت به فحاوطها بدوره وكأنه كان ينتظرها.
سيف أنا أخدت اجازة من المدرسة.
في حد ضايقك!
ردت حينما حركت رأسها بنفي ثم وضعت يده فوق بطنها وقالت بعد تنهيدة قوية
هسيبها عشان حامل.
غمرته سعادة كبيرة غير مصدقا كلماتها الهادئة وأبعدها عنه سائلا إياها بعدم تصديق
يعني برعي هيشرف أخيرا.
برعي مين...أنت عايز تجنني.
لا بقولك إيه ده ندر ندرته ولازم اوفيه.
قالها بحدة زائفة فنفضت يدها وهي تردف بغيظ
خلاص يا سيف أنا مش حامل فركشنا اللعبة دي.
اوعي كده مفيش رجوع طبعا برعي هيشرف وهعمله أحلى ليلة سابع في الحارة كلها.
وهتخليه يرقص بالمطوة زيك يا بشمهندس يا محترم.
احنا نقفل الموضوع ده عشان دي من ذكرياتي السودا.
هطلت الأمطار بغزارة فوق القاهرة فاضطربت شمس على تأخير سليم المبالغ فيه حتى أنها لم تهتم بميعاد نوم أنس والذي سهر لأول مرة بينما كان أنس سعيد لدرجة كبيرة فتلك من الأمنيات لطالما كانت والدته صارمة بميعاد نومه.
محتاج شاور و بعدها نتخانق للصبح.
تخطاها رغم الاعتراض المنبثق من عينيها فانتظرته بجانب أنس أمام التلفاز وبدأت جدالها مع الصغير
أنت لازم تنام اتأخرت اوي.
تجاهل حديث والدته واستمر بالنظر للتلفاز ونصف جسده تحت الغطاء الكثيف
بكرة أجازة عادي اسهر شوية.
أصرت على حديثها فخرج سليم بعدما أبدل ثيابه بأخرى بيتيه شتوية تناسب درجة الحرارة التي تستمر في الانخفاض.
ولا إيه يا بابي كلامي صح!.
لا مش صح.
قالها ببرود وهو يدثر نفسه بالمنتصف بينهما يجذب الغطاء عليه ومن بعدها جذبها نحوها يحتضنها وبيده الاخرى تحاوط صغيره.
المفروض تقف معايا اللي أنت بتعمله ده غلط.
عادي يا شمس خليه يقعد معانا شوية يتفرج على التلفزيون.
احتضنه الصغير اكثر مبتسما بشقاوة لوالدته فاغتاظت شمس وهمست لسليم
أنت مش ملاحظ إنك بدلع أنس اوي.
وماله يدلع في عز ابو ووجود امه.
سخرت للحظة وتحت نظراته المستفسرة جاوبت بهدوء
اللي يشوف شخصيتك يا سليم يقول إنك هتكون قاسې مع عيالك بس أنت عكس كده خالص.
بحاول اعوضه عن كل حاجة مريت بيها مش عايزه يتحمل مسؤولية ولا يشيل هم عايزه يعيش سنه.
حمحمت بخفوت وقالت باعتراض واضح
بس أنا غيرك لازم يتحمل مسؤولية في السن المناسب وبعدين أنا نفسي يكون زيك كده راجل يعتمد عليه.
ضحك على غزلها ثم قال بتسلية
شكلنا هنتخانق كتير يا شمس لما أنس يكبر.
اقتربت برأسها وهي تلمس ذقنه بأصابعها الرقيقة
وماله كتر الخناق بيزيد المحبة.
سألها باستهجان!
وده في عرف مين!
ردت بثقة أذهلته
عرفي أنا.
أكد على حديثها وقال بخفوت يحمل لهيب الحب
وماله هو أنا ورايا غيرك.
سقطت رأس أنس وغفى رغما عنه فابتسم سليم ومازحها
لو صبر القاټل على المقتول كان نام لوحده.
وأشار برأسه نحو أنس فوجهت وجهه ناحيتها مجددا وضيقت عيناها وكأنها تبحث عن شيء ما في ملامحه فقالت بجدية تعجب لها
هو أنت بقيت حلو اوي كده ليه!
وبنفس جديتها أردف بهمس
ده موضوع يطول شرحه بس ندخل جوا في اوضتنا عشان