رواية نعيمة الجزء الاول
ي داود هتجوللها إيه!
_مراتي مالهاا! هي مش مراتي جبلت بالاتفاج ده من الأول! و اتجوزتها و هي عارفه إني مبحبهاش و وافجت.
بس أيامها كنتوا لسه صغيرين ي ولدي و هي جبلت دلوجتي يمكن متجبلش و تلاجيها نست الاتفاج أصلا!
_سيبيها لله ي أما.. أنا طالع بكره ع إسكندريه أشتري شغل و إن شاءلله لما ارجع
ابجا اشوف هعمل ايه.. يلا تصبحي علي خير. قام و قبل يديها ثم تركها و خرج للخارج افترش الأرض و أسند رأسه إلي شجرة و أخرج هاتفه ثم فتح صورتها مع هشام الجخ و قام بتكبير الصورة حتي راي ابتسامتها عيناها شفتاها سمع صوت ضحكتها الذي أسر قلبه.. إلي هذا الحد و لم يحتمل أغلق الهاتف و أغمض عينيه يتذكر كل تفاصيلها التي حفظها عن ظهر قلب.
_طب انتي مش هتبطلي تزاوليني عاد! اديلك شهور و ايام بشوفك و مبتجوليش غير الكلمتين دول..
شعر هو بيد توكزه فقال مش هصحي ي رشيده مهو مش كل مره هجوللك سيبيني نايم!!
انا صلاح ي عمدة إيه اللي منيمك هنا!!
_الفجر أذن من ربع ساعة أهو.
طيب جهز لي كشف بالبضاعه الناجصه عشان انا طالع اسكندريه أجيب شغل و هجيب النواجص معايا بالمره.
_تحت أمرك ي عمده تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله.
قام و توضا و صلي الفجر و بدل ثيابه و استعد للخروج فاوقفه صوت زوجته قائله رايح فين يا عمده عالصبح كده! و مرجعتش الليله اللي فاتت دي ليه!
_معلش راحت عليا نومه.
نوم العوافي.. أنا رايح إسكندريه أشتري شغل. هتعوزي حاجه اجيبهالك وانا راجع!
_بسمع إن هدوم آسكندريه حلوة جووي ابجا هاتلي معاك حاجات مشخلعه كده و كلها ترتر.
ترتر!! و ماله ي رشيده نجيب ترتر اللي تؤمري بيه.
_ميؤمرش عليك ظاالم ي عمده مع السلامه.
_ألو.. أيوة ي خالي.. لا احنا خلاص داخلين ع إسكندريه أهو.. أيوة ماهو المسافه بين أسوان و إسكندريه كبيره عشان كده إتأخرنا و كمان علي ما اتجمعنا و اتحركنا و كده.. أيوة أصل الموبايل بتاعها فصل شحن من اول اليوم يعتبر.. لا هي معاك أهي. خدي ي حسناء خالي عايز يكلمك
أعطت إبنة عمتها الهاتف و ظلت تحدق في الكتاب الموضوع بين يديها تقرأ كلماته مرارا و تكرارا تشعر أن تلك الكلمات كتبت لهدف ماا وراءها سر لا تستطيع هي تفسيره.
افاقت من شرودها علي صوت ابن عمتها يلا ي حسناء انتي و صبا عشان نازلين.
مريم بتهكم اتبسطنا أه كان نفسنا والله ي طنط نتبسط بس بنت أخوكي بقا ضړبت لنا اليوم.
ليقاطعها محمد مستهجنا جري ايه ي مريم هو انتي مش قادرة تصبري لما نلقط نفسنا حتي!! مستعجله علي النقار و حړق الډم.
_لا مش قادره و انت عارف اني كنت مستنيه اليوم ده عشان اتبسط و ألف أسوان كلها مش ألف ورا بنت خالك السنيوره عشان معندهاش عقل ولا بتعرف تتصرف دي بقت عيشه تقرف.
وقفت حسناء تتابع ما يحدث بأعين دامعه و قلب دام
لم تقوي علي المجادله فهي تعلم ان مريم لا تحبها و غير راضيه عن بقاءها معهم اخذت حقيبتها و صبا ثم دخلت إلي الغرفه و أبدلتا ثيابهما ثم دخلت إلي
الفراش كانت مرهقه جسديا و نفسيا تشعر أن طاقتها أستنزفت كليا فأغمضت عينيها تجاهد ألا تبكي ثم غطت في سبات عميق.
_متخافيش.. مش انتي دايما تجولي اني منقذك الاول و الاخير! أنا مش هأذيكي مټخافيش.. هاتي ايدك و سلميها لله و امشي معايا.
ابتسمت له ابتسامه مهزوزة ثم مدت له يدها فالتقطها بين كف يديه العريض ثم مشا بها سرعان ما اختفت ابتسامتها و تبدلت ملامحها إلي أخري و قالت إنت جايبني هنا ليه الطريق ده كله شوك انا رجليا اټجرحت.
_لا ي ست الناس دنا فارشلك الارض ورد والله ازاي يجرحك! هاتي ايدك بس و مشي معايا مټخافيش.
نظرت له بثقه تكاد تكون معدومه و لكنها ناولته يدها مرة أخري لتتفاجئ بآخر شخص كانت تود أن تراه فتنظر له بفزع و ړعب قائله فاادي!! إنت جايبني عنده ليه!! مشيني من هنا عشان خاطري. و النبي أبوس إيدك متسيبنيش ليه.
البارت الخامس
نظرت له بثقه تكاد تكون معدومه و لكنها ناولته يدها مرة أخري لتتفاجئ بآخر شخص كانت تود أن تراه فتنظر له بفزع و ړعب قائله فادي!! انت جايبني هنا ليه! مشيني من هنا والنبي متسيبنيش ليه.
انتفضت فجأه عندما شعرت بيد تمسك بها أعوذ بالله في إي يا نادين بتصحيني ليه!
_منتي نايمه من ساعة ما رجعنا ولا أكل ولا شرب و كمان خالي قالب الدنيا رن عليكي تليفونك لسه مقفول انتي عرقانه كده ليه! كنتي بتجري و انتي نايمه ولا بتحلمي ب فادي كالعاده!
حلم! هو ده بييجي ف حلم! ده بييجي ف كوابيس.. هفتح موبايلي أهو و اكلم بابا حاضر.
_طيب قومي عشان تاكلي و تأكلي بوبا.
لا مليش نفس معلش لو صبا هتاكل أكليها معاكي.
_طيب ي حبيبي علي راحتك.
نهضت حسناء و ووصلت هاتفها بالشاحن ثم فتحته و طلبت والدها أيوة ي بابا.. الحمدلله.. كويسه بتلعب اهي..إيه! لا مش هاجي.. و انت قولتله ايه! لا والله ي بابا كتر خيرك.. منتا عارف ي بابا اللي فيها.. ماشي ي بابا.. لا مش جايه الا اما التحاليل بتاعة صبا تبان.. ماشي.. سلام.
شردت تفكر ماذا ينتظرها عند عودتها! هل ستقوي علي المجازفه و التمسك بقرارها! قطع شرودها وصول إشعار برساله جديده علي واتساب فتحتها فوجدت أختها من بعثت لها بالرساله ناويه تفضلي مستخبيه عندك كتير!
إستفزتها الرساله كثيرا و لم ترد فتمتمت في نفسها عالم مستفزة أقسم بالله. آاااه صح.. الصورة!!
فتحت حقيبة يدها ثم أخرجت الكتاب و كتبت الرقم المكتوب علي ظهره ثم حفظته و ارسلت له برساله علي واتساب
السلام عليكم.. إزي حضرتك.. يرب تكون بخير
أنا حسناء.. بعد اذنك تبعتلي الصورة
كان هو يقود ببطء شديد يسمح له بالتمعن في شوارع الإسكندريه يحبس داخل رئتيه أكبر قدر ممكن من هواءها الممزوج برائحة الياسمين يتفحص المارة و الطرق و الشجر و المباني و كل شئ يقع عليه بصره ثم صف سيارته و نزل إلي رفيقه الذي أطل عليه غيبته و لكن لا بأس فعندما يشرح له عن ما حدث حتما سيعذره.
يجلس أمام البحر ساكتا ساكنا يتأمل فقط قطع تأمله إشعار يفيد بوصول رسالة علي واتساب ففتحها بلهفه و كأنه كان يعلم هوية المرسل ابتسم بشده و رقص قلبه فرحا فأرسل لها و عليكم
السلام ورحمة الله
بما إني إطمنت عليكي فأنا بخير الحمدلله.
ثم أرسل لها الصورة و كتب أسفلها هشام الجخ اتشرف بشوفتك و حمدلله علي السلامه.
ما إن رأي يتصل بكحتي اعتدل في
جلسته و كأنها تجلس وأمامه ثم أجاب الاتصال بقلب ينبض بشده و ألم فوق معدته من شدة التوتر قائلاالسلام عليكم.
_و عليكم السلام..ازي حضرتك
بخير الحمدلله..المهم انتي حمدلله علي السلامه
_الله يسلمك يرب.. لولاك مكنتش وصلت خالص لا بسلامه ولا بشړ حتي.
لعله خير ي ست الناس... و إن شاءلله نشوفك علي خير قريب.
_لا انساا اني انزل أسوان تاني.. توووبه.
يستي انزلي ف اي وجت يعجبك و اعتبريني المرشد السياحي بتاعك.
_ربنا يخلي حضرتك تسلم والله..آااه بالحق الرسال...
ليقاطعها صوت صړاخ صبا فتترك الهاتف و تهرول إليها في إيه ي صبا پتصرخي ليه!
_چودي شدت شعري.
بتشدي شعرها ليه ي چودي!
_هؤ اللي عبيطه و مسهوكه و كل ما حد يكلمها ټعيط.
عبيطه و مسهوكه!انتي جايبه الكلام ده منين!
قصدك إيه ي ست حسناء!إنه ده كلامي مثلا!
_هو في طفله عندها 5سنين تعرف الكلام ده ي مريم غير لما تكون سمعاه من حد!
ولا حد ولا سبت ي حبيبتي بصي بقا شيل ده من ده ي ماما ولا تزعلي ولا نزعل.
_آااه..أنا كنت عارفه آنك مش مستحملاني والله من الاول بس لولا خاطر عمتي مكنتش قعدت.
ليقطع جدالهم مجئ عمتها في اي بس ي بنات صوتكوا عالي ليه!
_ولا عالي ولا واطي ي عمتي..اسمحيلي انا همشي.
بصي ي طنط متغصبيش عليها كل واحد ينام ع الجمب اللي يريحه.
يدخل محمد فجأه في اي ي مريم..اي الكلام ده!
اممممم..حامي الحمي جه اهوو..بصوا بقا أنا تعبت والله..مفيش عندكوا غير حسناء..حتي انت بتعمللها حساب كأنها هي اللي مراتك مش انا.!!
هو في اي للعبط ده كله!
_باااس بس بس انا هريحكوا مني خاالص و اغور من وشك ي ست مريم ولا حسناء ولا زفت ربنا يشفيكي والله.
ثم أبدلت ثيابها و ثياب وصباعلي عجاله ثم أخذت أغراضها و التقطت هاتفها ثم خرجت لتجد عمتها تقف تمنعها ومحمد يقول اصبري بس ي حسناء محصلش حاجه لده كله.
_بعد اذنك ي عمتي خليني امشي ولا حصل ولا محصلش
ليقول محمد پغضب لا مش هتمشي ي حسناء.
الحقني ي محمد قالتها مريم و هي تتصنع الإغمااء ليقول والده شوف مراتك ي محمد.
_و حسناء ي بابا أسيبها تمشي!
ماهي كده كده ماشيه يبني انت هتسيب مراتك مغمي عليها و تنزل ورا الست حسناء!
إلي هذا الحد لم تتحمل أبعدت عمتها عن طريقها بالقوة ثم أخذت أغراضها و صبا و خرجت.
كان هو ما يزال يستمع إلي ما يحدث و عقله يكاد يجن فظل يردد ألوو..الوووو..ي ست الناس..ألو.
لم يحصل علي إجابه و لكنه بهت فور أن رآها تعبر الطريق المقابل له فوقف فجأه و ظل يرمقها بتفحص هي..والله العظيم هي.
هرول إاليها حتي وقف أمامها ايه حصل معاكي ي ست الناس!
انتفضت هي ثم نظرت إليه بعينين منتفختان من أثر البكاء إنت بتطلعلي منين!
مجدر و مكتوب ي ست الناس اعمل اي! تعالي اجعدي و خدي نفسك.
جلست و أجلست صبا ثم نظرت له قائله انا أسفه قفلت الخط ف