رواية سهام من الثامن واربعون لسبعة وخمسون
تلك الأيام
فهتفت مني بحنق ولم تعي ان مهرة مازالت معها علي الهاتف
لاء وبتسألني اي ساعه فاضي عشان تعمله مفاجأه هي ومدراء الشركه بمناسبه عيد ميلاده ..من امتي هو بيهتم بالحاجات ديه
كانت مهرة تسمعها بتركيز ويدها تمسك الهاتف بجمود
مين اللي هيعمل مفاجأة
لتتذكر مني مهرة ..فتضع بيدها علي فمها فحنقها من نرمين جعلها تخرج ما بداخلها ومع تردد سؤال مهرة أخبرتها
..................
نظرت إليها مني بسعادة وهي تجدها تدلف لغرفة الاجتماعات وبعض الموظفين الهامين بالشركة بالغرفة يهنئونه بعيد ميلاده ونرمين تقف جانبه مبتسمه وهو يشكرها علي مبادرتها اللطيفه في جلب قالب الجاتوه
وانتقلت اعين البعض نحوها .. لتتجه عين نرمين هي الاخري اتجاهها فتتلاشي ابتسامتها
كل سنه وانت طيب ياحبيبي
فأحتضنها جاسم غير مصدقا وجودها ومفاجأتها تلك وهمس بأذنها
حلوه مفاجأتك ديه ..بس انا طماع وعايز هدية أكبر من كده .. مش ورد بس
وابتعد عنها بعد ان تنحنحت حرجا ..ليطالعهم كل من يقف مبتسما ماعدا نرمين التي أرادت ان تظهر له نفسها بذلك اليوم
ممكن اخطفه منكم
فضحكوا علي عبارتها ..ففي النهايه هي زوجته ومن يحق لها ان تكون جانبه ومعه
فضحك جاسم هو الآخر ومني وقفت تنظر لها بسعاده من أجلها
وخطي معها خارج الغرفه وهي تشعر بنشوة الإنتصار .. فنظرات نرمين جعلتها تدرك أنها حقا انتصرت اليوم في حق لها وحدها
فين هدية عيد ميلادي
فنظرت لباقة الأزهار التي مازالت بيده
في ايدك أهي ياحبيبي
فطالع ما بيده بأستياء ثم ضحك
لاء الورد ده احنا الرجاله بنضحك بيه عليكم
وغمز لها وهو يرفع أحد حاجبيه .. لتدفعه عنها برفق
قليل الأدب ياحبيبي
فقهقه بصخب حقيقي وطاوق حضرها بذراعيه
اڼفجر ضاحكا
انا توبة
_ بقلم سهام صادق.
أرتجفت عيناها المثبته على ذلك المشهد وكلمات شقيقتها صداها مازال يقنع قلبها بأن تحارب من أجل حبها... لتخرج من شرودها على صوت جاسم الجامد وهو يسألها بضيق ملحوظ حاول أن يداريه حتى لا يحرجها فهي موظفة ذو كفاءة لديه
خير يانرمين... في حاجه مهمه عايزه تبلغيني بيها
إجتماع مع الشركاء الأتراك بعد ساعه.. حبيت افكر حضرتك بس
خرجت الكلمات من شفتيها بصعوبه وقلبها يصارع رغبته في الفرار فالوضع أصبح لا يحتمل.. فمشهد اقترابه من زوجته وسعادتها جانبه يجثم على أنفاسها بقسۏة
لينظر لها جاسم متذكرا ذلك الاجتماع الذي سيحضره خارج الشركه ثم اجابها بحسم
ريان هو اللي هيحضره معاكي يانرمين
فحركت رأسها بثقل وانصرفت بعد ان وقعت عيناها على مهرة التي تبدلت ملامحها للجمود والشراسه
وأبتسم وهو يطالع زوجته وقد اخذت تضغط على اسنانها بقوه وتحدق بالباب المغلق الذي أغلقته نرمين للتو..واتسعت ابتسامته وهو يناديها
مهرة
ولكن لا رد منها أتاه... فهي مازالت جامده الملامح وكأن نرمين مازالت أمامها وعاد يهتف بأسمها ضاحكا
مهرة...نرمين خرجت من بدري على فكره
فأنتبهت لصوته الضاحك وهو يطالعها...فزفرت أنفاسها بقوة لعلها تخلص نفسها من ثباتها هذا
وارتسمت على شفتيها ابتسامه رقيقه وحدقت به بعمق
هو مينفعش تنقل نرمين ياحبيبي.. انا مش بقول تطردها انقلها بس
ف لاح الجمود على ملامحه واتجه ناحية مكتبه
تاني يامهرة.. قولتلك أني شغلي مبدخلش فيه بحبه ومش بحبه.. مدام نرمين ناجحه في شغلها يبقى خلاص.. غير ان مش شايف تصرف منها يخليكي تغيري كده
وتابع وهو ينظر لعيناها
مبحبش غيرة الستات اللي ملهاش اي مبرر.. تمام
فتمالكت حنقها سريعا وعادت تبتسم.. فهي أصبحت تفهم طبيعة زوجها وتتأقلم على طباعه
تمام
واقتربت منه تعانقه بلطف ودلال
همشي انا بقى وانت كمل شغلك ياحبيبي
وطبعت على وجنته ثم ضحكت
كبرت ياحبيبي سنه زيادة وعديت منتصف التلاتين.. عجزت ياجاسم
وتأوهت بآلم ويداه تقرص وجنتيها بقوه
لطيفة ياحببتي
لتضحك على حنقه وازدادت ضحكاتها وهي تجده يشير على نفسه
انا في رعيان
ومد يداه يمسح دموعها مبتسما وهي سارحه في لمساته الحانية على وجهها
لا انا عايز النهارده رومانسيه.. صحيح يامهرة متلبسيش اي فستان ولا تظبطي نفسك ياحببتي... بقيت اتشاءم من الحاجات ديه
لتتسع عيناها ثم اڼفجرت ضاحكه وهي لا تصدق ان الامر وصل به هكذا
ورفعت يديها نحو وجهه تمسح على خديه تداعبه وهي تضحك
ده انت اتعقدت
فطالعها بنظرات مستاءة
ياحرام
فأزداد حنقه منها
كله منك يامهرة.. ما ديه آخرة الجواز بنستحمل ولنا الأجر والثواب
كان يقف كالبائس وهو يحادثها..فمن يراه الأن يشعر بالفعل انه زوجا مظلوما وهي الظالمه
لتنظر إليه بتحديق مصډومة من قدرته الخارقة في التحول
....................
نظرت رقية لطليقة مراد بترقب تنتظر حديث الهام الذي هاتفتها من أجله كي يتقابلوا...كان الصمت يحاوطهم فأحداهما تنتظر البدء بالحديث واخري