رواية جاسر الفصل الاول
تماما فيما تفوهت به والدتها ولكنها تشدقت مرة أخرى ب حماس
بابي إتصل بيا وقالي أجهز عشان جاي...
شعرت روجيدا ب غصة في حلقها و وغزة حادة تنخر قلبها أوصل بهم الحال إلى ذاك المنحدر!..يهاتف صغيرته يخبرها أن تستعد ليأتي إليها ولا يهافتها هى..ظلت سنتان لم تستمع فيهما لصوته ولا أن تتنعم ب رؤية وجهه الذي لطالما عشقت النظر إليه..إبتعلت ريقها ب صعوبة وهى تشعر ب الغصة تزداد ثم هتفت ب إبتسامة مهزوزة
نفت ب رأسها وقالت لا
داعبتها روجيدا ب أنفهاولأ ليه إن شاء الله!
تشدقت جلنار ب براءةمش أعرف..أنتي علطول بتحضريها
تنهدت روجيدا وقالت ب إبتسامةطيب يا قلبي..خلصي رسمتك وأنا هحضرلك الشنطة...
ثم وضعتها أرضا ف ركضت الصغيرة إلى فراشها ذو اللون الوردي وأكملت رسوماتها الطفولية..وضعت روجيدا يدها على وجهها تخفي عبرة شقت طريقها إلى وجنتها..سرعان ما محتها وهى تستمع إلى رنين الباب..أشارت إلى طفلتها التي حاولت النهوض
نهضت جلنار وقالت ب سعادة تطفران من عيناهاأوووكيه..أنا هطلع الفستان اللي بابي بيحبه...
أغمضت روجيدا عيناها ب نفاذ صبر ثم توجهت إلى باب المنزل الصغير لتفتحه..وما أن فتحته حتى تجمدت مكانها..شعرت وكأن الكهرباء صعقتها لتصيب جسدها ب إرتجافة عڼيفة كادت أن تسقطها أرضا وهى تبصر عيناه بعد فراق دام سنتان..لأول مرة منذ ذلك الحين تراه..يقف أمامها ب شموخه المعتاد ونظرته القوية...
ج..جاسر!!..أزيك!
وحاولت رسم إبتسامة بلهاء ولكنها لم تقدر...
كان جاسر يحدق بها ب إشتياق ظاهر للعيان وجسده كله الذي يرتجف يتواطئ مع فؤاده ب..طال الفراق بينهما وتضخم الإشتياق به..منذ يوم الرحيل وهو يعيش جسد بلا روح..شعر يومها ب أن أحدهم إمتدت أياديه وإنتزعت روحه ب قسۏة آلمته..وعقله ېصرخ ب التعقل ف هذا هو الأفضل لهما...
الحمد لله..أزيك أنتي!!
قال الأخيرة وهو يمد يده كي يصافحها..بقيت تنظر إلى يده مطولا ثم ما لبثت أن وضعت يدها داخل كفه العريض..لم يخف عليها تلك الرعشة التي أصابته وعيناه التي توهجتا ب قوة..لتبتسم ب لا وعي وهي تهمس
تنحنح جاسر دون أن يترك يدهاجلنار جاهزة!
نظرت إلى يدهما المتشابكتين ثم رفعت فيروزها إليه مرة أخرى وقالت ب حرج
بنتك مقالتليش غير دلوقتي..ف مش لحقت أجهز شنطتها..ممكن تتفضل لحد أما أخلص...
أجفل جاسر كثيرا ولكنه إبتسم وقال ب حذر
لأ..هستنى تحت وأبعت السواق...
ب الرغم من الحزن الذي تلبسها وكاد الجمود أن يطغى عليها مرة أخرى إلا أنها قالت ب إبتسامة ناعمة
تردد جاسر..يعي أنه في منطقة الخطړ فما أن يدلف إلى الداخل يعلم أنه لم يخرج كما دلف بل ستتغير أشياء كثيرة..لم تعلم كم مقدار ما تطلبه كي يمنع نفسه من القدوم..ولكن غلبه الشوق بعد سنتين وصعد إلى ذاك المنزل..بالرغم من أنه لم يغفل عنها لثوان..ولكن متعة رؤية عفويتها ب المنزل لا تضاهيها متعة...
ولكن ب الأخير دلف..وحينها علم أن الأمور ستنقلب رأسا على عقب..تغلب على ذلك الشعور ثم قال أيضا دون أن يفلت يدها
طيب..بس ياريت متتأخريش...
ضيقت روجيدا عينها ب ڠضب أسود وقد لمحه..يعلم ما يموج في داخلها ولكنه لم يقدر على التفوه ب حرف..أخذت نفسا عميق ثم نظرت إلى يدهما
وقالت ب فتور
طب ممكن إيدي عشان شكلك نستها!...
عقد ما بين حاجبيه ب تعجب وأخفض نظره ليجد حقا ما