الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جابري الفصل 13

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل ال..
من السهل أخذ القرار و لكن حين نفعله يكون من الصعب تحمل عواقبه حينها قد نتفاجيء من رد فعلنا الذي يكون غير متوقع على الإطلاق..
وافقت خضرا على زواج زوجها من سلسبيل و أظهرت ترحابها بهذه الزيجة و لكن هل ستظل مصطنعة الهدوء هكذا بعدما تري بعينيها امرأة أخري تشاركها في زوجها الذي تهيم به عشقا!.
هذا ما يدور بخاطر عبد الجبار الواقف أمام غرفة العناية المتواجد بداخلها زوجاته يحاول تمالك نفسه حتى يتمكن من إخفاء لهفة قلبه على تلك الصغيرة قدر المستطاعلا يريد أن يمس شعور خضرا بالسوء أو إثارة غيرتها عليه..

رسم قناع جليدي على ملامحه الصارمة فهو بارع في التحكم بجميع انفعالاته أخرج هاتفه من جيب معطفه طلب رقمها و وضع الهاتف على أذنه ينتظر سماع صوتها الحنون..
داخل الغرفة كانت خضرا تجلس على مقعد بجوار سلسبيل النائمة تتأمل جمالها الرقيق و البريء بأن واحد نعومة بشرتها الحلبية خصلات شعرها البنية الملساء المنسدلة على وجهها المستدير بهيئة ټخطف الأنفاسعينيها الواسعة التي تشبه غابات الزيتون أنفها الصغير المنمق 
تقر و تعترف أنها تمتلك جمال مبهر سيكون سبب قوي لنجاحها في الوصل إلى قلب زوجها بكل سهولة و ربما التربع على عرش قلبه فالعين تميل لكل ما هو جميل فإن المولي عز و جل جميل يحب الجمال فماذا عنا نحن البشر ضعاف النفوس..
لاحظت أيضا إشراق ملامحها و تحسن حالتها الصحية منذ حديثهما عن زواجها من عبد الجبارأطبقت جفنيها بقوة كمحاولة منها لكبح عبراتها حين شعرت بنيران تتآجج بقلبها و هي تتخيل نظرة زوجها لها!!! 
أسرعت برفع كف يدها وضعته على فمها تكتم به آهه مټألمة كادت أن تصرخ بها من تخيل نظرتهما فقط فماذا ستفعل أن تطور الأمر بينهما و أصبحت سلسبيل زوجته قولا و فعلا!!!!..
انتشالها من دوامة أفكارها صوت رنين هاتفها الذي أيقظ تلك النائمة رسمت خضرا ابتسامة على ملامحها تخفي بها حزنها و ضغطت زر الفتح ..
أيوه يا أبو فاطمة.. طمني عليك يا خوي..
عبد الجبار بصوته الرزين.. أني برة.. واقف قدام العناية..
هخرچلك طوالي.. قالتها و أغلقت الهاتف و انتصبت واقفة و سارت بخطوات مهرولة نحو الخارج و هي تقول..
هعاود للدار أچهز الوكل و ارچعلك متخفيش مش هعوق عليك يا خيتي..
ليوقفها صوت سلسبيل الهامس تقول بلهفة..
هو عبد الجبار هيرجع معاكي البيت يا أبلة خضرا..
تسمرت خضرا محلها لبرهة قبل أن تستدير لها و قد تملكت الغيرة منها حين شعرت بلهفتها عليه أبتسمت لها ابتسامة مصطنعة لأول مرة مدمدمة..
كأنك ملهوفة لشوفته و نسيتي وعدك ليا إياك!! ..
عقدت ذراعيها أمام صدرها مكملة..
و بجي عبد الچبار حاف أكده!!!..
حديثها كان بمثابة دلو من الماء البارد سقط فوق رأس سلسبيل التي تنحنحت بحرج و تحدثت بابتسامة باهتة قائلة..
أنا مش ناسية وقفتك جنبي و وعدي ليكي ولا عمري هنسي يا أبلة خضرا اطمني.. أنا كنت عايزه أشكر أستاذ عبد الجبار على وقفته معايا مش أكتر ..
عقدت حاجبيها و تابعت بمزاح.. 
هتغيري عليه من أولها كده!!!.. 
تنهدت بحزن حين داهمتها معاملة عبد الجبار معاها كان لا يكترث لوجودها لا ينظر لها لو نظرة عابرة و تابعت بغصة يملؤها الآسي.. 
ليكي حق تغيري عليه.. بس مش مني.. أنا بقيت بواقي ست زيي ما بيقولوا و مافيش رجل يرضى يبصلي حتي..
رمقتها خضرا بتهكم على وصفها لنفسها الذي ليس له أي أساس من الصحة 
ساد الصمت بينهما قليلا هدأت خلاله نوبة ڠضبها و لكن لم تهدأ

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات