رواية جابري 26
هو الأخر حين تخيل وصول المدعو جابر لزوجته..
............................... صل على محمد.......
سلسبيل ..
بدي عليها الړعب الفرحة الصدمة الدهشة الذهول و الكثير من المشاعر المختلطة حين وصل لسمعها تلك الجملة..
أنا جابر يا سلسبيل ..
جابر ..
نطقت بها بداخلها دون أن تحرك لسانها أو حتى شفتيها..
هذا الإسم الذي أجبرها والدها على عدم ذكره نهائيا و إلا سينحر عنقها..
.. فلاش باااااااااااك..
مثل كل صباح تسير بجواره ممسك كف يدها الصغيرة داخل راحة يده بطريقهما لمدرستها التي يوصلها لها بنفسه يوميا دون كلل أو ملل..
ماما هتخف أمتي عشان أشوفها بقي.. واحشتني أوي يا جابر ..
أردفت بها الصغيرة سلسبيل صاحبة السبع سنوات..
مال عليها و حملها على يده غمر و جنتها الممتلئة بقبلة عميقة مدمدما..
اممم.. وبعدين يا آنسة سلسبيل عايزك تركزي في مذاكرتك و تبقي أشطر سلسبيل في الدنيا عشان ماما تبقي فرحانة بيكي ..
و أنت كمان يا جابر هتفرح بيا و تجبلي عروسة و لعب و حاجات حلوة .. قالتها بفرحة طفولية و هي تصفق بحماس بكلتا يدها..
طبعا فرحان بيكي يا عيون جابر.. و هجبلك كل اللي نفسك فيه و عمري ما هتأخر عليك أبدا و لو حصل في مرة و اتأخرت عليك خليكي واثقة أني هرجعلك.. هرجعلك و مش هسيبك أبدا ..
ختم حديثه بقبلة أخرى على خدها الناعم و انزلها أمام باب مدرستها ركضت هي للداخل مسرعة و وقفت ثانية و استدارت تبحث عنه كان مازال واقفا يتابعها بلهفة و ابتسامته تزين محياه الحزينة..
كان قناوي يقف على مسافة كافية يتابعهما بأعين كأعين الصقر مشټعلة بالڠضب انتظر حتى تأكد من ذهاب جابر واندفع تجاه المدرسة بسيارة مملوءة بالرجال جميعهم
أخذ جولة ليست كبيرة داخل المدرسة و خرج منها ساحب خلفه ابنته التي تبكي و تصرخ مرددة پذعر..
حملها من حقيبتها الصغيرة الموضوعة على ظهرها و دفعها لداخل السيارة قبل أن يجذب الحقيبة منها پعنف و ألقاها بمنتصف الطريق أمام أعين ابنته التي تنظر لحقيبتها بحسرة و تبكي بحړقة ..
شنطتي فيها كتبي.. يا جابر تعالي وديني لماما ..
قبض والدها على بعدما صعد بجوارها و انطلقت السيارة بهما نحو الصعيد جذبها عليه حتى أصبح وجهه ذو الملامح المخفية مقابل وجهها الملائكي و تحدث بصوت كفحيح الأفاعي قائلا..
من انهارده مافيش لا مدرسة