الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جابري 27

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

ثم عينيها فالتقتا بعينيه حينها تزلزل كيانه كله دفعة واحدة هي صغيرته سلسبيل بعينيها الواسعتان الأسرتين و ملامحها الفاتنة البريئة التي زادت جمال فوق جمالها بعدما أصبحت أنثى مكتملة الأنوثة..
أما هو فلم يعد ذلك المراهق ذات السابعة عشر عاما كما تركته لقد إزداد طولا كثيرا حتى أصبح ضعف قامتها القصيرة بمرتين أو ربما ثلاثة مفتول العضلات بهيئة مخيفه بعض الشيء خاصة بظهور عروقه البارزة من شدة انفعالاته المتضاربه و غضبه العارم..
طال بهما الصمت و كأنه يتذوق تلك النظرة بعد سنوات طويلة الجمرتين المشتعلتين بعينيه اشتعلتا الآن كحمم بركانية ما أن التقتا عينيهانظراته لها تغيرت كليا أصبحت نظرة عاشق تملك منه الإشتياق حد الجنون يتلهف لعناقها كما كانت تفعل معه كلما لمحت طيفه من بعيد تركض تجاهه مسرعة و ترتمي داخل صدره و تعانقه بفرحة غامرة ليبادلها هو العناق بكل ما أوتي من قوةولكن دوام الحال من المحال..
فنظرتها له الآن قطعت نياط قلبه على حين غرة عينيها بها حزن دفين ترمقه بنظرات عاتبة تخبره بها أنه قتل شيئا غاليا بداخلها حين تركها لوالدها يعذبها كل هذه السنوات!!..
قتل شغفها تجاهه لهفتها في التحدث إليه أمنيتها في اللقاء به رجائها في وصله قتل كل إحساس صادق كان له وحده لا تنكر أنه مازال يسكنها ولكن حضوره أصبح بقلبها باهتا ولم تعد تنتظره..
يله يا سلسبيل يا بنتي اركبي وقفتنا دي كده غلط 
عبد الجبار بيه عمال يرن عليا عشان يتأكد أننا ركبنا ..
كان هذا صوت عفاف قطعت الصمت و أفاقته على واقع مرير قد تنساه لثوان معدودة 
لقد حرم عليه معانقتها الآن لم تعد صغيرته و لا يملك أي سلطة عليها فهي على ذمة رجل غيره..
تكلفت سلسبيل الإبتسامة و تحدثت بجمود أدهش جابر قائلة.. 
أعذرني أنا مش هقدر أقف مع حضرتك أكتر من كده و لا حتى هقدر أقولك اتفضل لأن جوزي مش موجود..
تفهم حديثها جيدا و قد ظن أنها تخشي من بطش زوجها فتحدث هو بتنهيدة حزينة قائلا.. 
سلسبيل أنا رجعت عشانك و دورت عليكي في الصعيد لحد ما وصلت لوالدك و عرفت منه أنه جوزك بالڠصب مرتين و مش عايزك تخافي من أي حد و لا اي حاجة بعد كده.. أنا معاكي و في ضهرك و مش أنا بس لا.. ده جدك والد مامتك و خالتك كمان كلنا قلقانين عليك و هيتجننوا و يشفوكي..
جدي و خالتي!!! .. همست بها بداخلها بغصة يملؤها الأسى و الكثير من الأسئلة تدور بذهنها تمنت لو تحصل على إجابتها منه لكنها فضلت الصمت في الوقت الحالي منعا للمشاكل التي ممكن يفعلها زوجها فور علمه بحديثها معه دون علمه و أرادته فأمسكت يد عفاف جذبتها تجاه المنزل مرة أخرى و

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات