الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية سارة 8

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثامن والتاسع
كان يرسم احدى لوحاته غارق فيها بكل جوارحه فمنذ ليلة امس وهو يفكر بها يرى ضى عينيها كلما اغمض عينه يخطفه من ظلامه ويزرعه فى جنة خضراء غناء ليأتى للورشه باكرا يحاول ان يشغل عقله باى شىء سواها ولكن ذلك لم يستمر طويلا فسريعا بدء باقى العاملين بالورشة حتى هى من اشعلت ليله وجعلتة واقع بين ماضيه المؤلم وحاضره الذى يرفض ان يعيشه ومستقبل مجهول لا يعتقد ان لها مكان فيه فهى تستحق رجل يعشقها بكل كيانه تكون الاولى بقلبه والاخيره ان تكون حلمه الكبير و من اجلها يقوم بثورات وحروب

تذكر حين حضرت صباحا كانت ايه فى الجمال بملابسها المحتشمه و وجها الخالى من مساحيق تجميل الذى يشبه البدر فى صفائه ونوره
كانت تنظر اليه نظرات كان لا يريد تفسيرها او فهمها حتى لا تزيد حيرته وغضبه
عاد من افكاره على صوت خلفه نظر بطرف عينه ليرى علاء وهو شاب اسمر طويل وحالته الاجتماعية جيده يتحدث الى ابراهيم مدير الورشة
هو حضرتك تعرف الانسه مريم كويس يا استاذ ابراهيم يعنى اخلاقها مخطوبه مستواها الاجتماعى
شعر بڼار .... ڼار تشتعل داخل قلبه ټحرقة دون هواده زادت مع اجابة ابراهيم
انا معرفهاش معرفه شخصيه بس هى بنت ناس ومن عيله محترمه ومعتقدش انها مخطوبه رغم انها قربت تعنس دى خلاص داخله على الثلاثينات
كان يود لو يذهب اليه وېقتله ضړبا على كلماته الجيدة منها والسيئه ايضا ولكن كلمات علاء كادت ان تفتك به وتخرجه عن وقاره حين قال
يعنى الفرق بينى وبينها سنه واحده بس لا متنفعش انا عايز واحده بالكتير عندها ٢٢ سنه لكن مش واحده عانس
كان ينظر اليها وبداخله ڠضب كبير من كلمات ذلك المسمى علاء كيف يفكر وكيف يتحدث عن تلك الملاك ترك ما بيده وتحرك فى اتجاهها ووقف خلفها مباشره ينظر الى ما تخطه يدها من ابداع فوق اللوحه ليشعر ان رسمتها من اجله ولكن بشكل عكسى هى رسمت فتاه فاقده لساقيها ولكنها تجلس فى مكان اخضر كبير ومبهج وحولها يركض ثلاث اطفال يضحكون بسعادة لم يستطع ان يتحدث او يقول شىء ليعود الى مكانه من جديد دون ان تشعر به او هكذا كان يفكر
كانت غارقه فى التفكير فيه وفيما حدث امس ونظره عينيه الحزينه والحانيه رغم ظلامها وقوفه خلفها حتى يطمئن عليها هى متأكده انه ظل واقف فى مكانه حتى ترجل محمود من السياره كانت تسمع صوت انفاسه ولن تبالغ لو قالت انها تسمع صوت دقات قلبه كمان تسمعها الان وهو يقف خلفها ينظر الى لوحتها ولكن فجاءه لم تعد تسمع سوى صوت طرق العكازان على الارض وهو يعود لمكانه من جديد ... بقلمى ساره مجدى ليتركها خلفه غارقه فى حيرتها وحدها
ذهب صباحا الى مدرسه بناته وقدم طلب ان يكملوا العام الدراسي من المنزل فلقد حسم امره سوف ينتقل الى بيت اخته هو لا يعلم كيف يخبر البنات بحالة ملك وكيف سيتعامل معهم فجر ومهيره وسفيان ايضا مؤكد سيساعدوه فى ذلك
حين طلب من البنات جمع اغراضهم لم يخبرهم بالحقيقه بل قال لهم
_ قدمت طلب باسبوع اجازه ليكم هنروح عند عمتكم نقعد كام يوم كده ... بس هاتوا كل كتبكم و لبسكم مش عايز ماما او عمتكم تتعب فى غسيل هدوم و كمان علشان متتأخروش فى مذاكرتكم
كانت الفتاتان ينظران الى والدهم باندهاش وعدم فهم ولكنهم قاموا بما امرهم به وها

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات