الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية سليم بارت 1

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

من يحاول الركض خلفهما حتى أن دور المضحى وقع فوق رأسه منذ اوائل شبابه متخليا عن حلمه من أجلهما وبعدها انتظر الاهتمام أو الشكر أو الامتنان أي شعورا منهما كان كفيلا باطفاء نيران وجعه ولكن فوجئ بلامبالاة وكأنه لم يفعل شيء وأن ما فعله ليس سوى واجبا لا يستحق التقدير عليه 
أخشن صوته وهو يرمي بكلماته الحادة الخالية من الادب والذوق 
يتفلقوا مش عايز ۏجع دماغ 
ازاح يدها بعيدا عنه وغادر الشقة رافعا رأسه وكأنه يحارب من أجل الحفاظ على كبريائه والذي دهس  بفعل انسحاب اخويه غير اللائق به ولا بمكانته 
ورغم وقوع جام اهتمامه على معاملة عائلته له إلا أنه لاحظ اختفائها المفاجئ فالصغيرة الجميلة قررت الهروب منه بدلا من مواجهته ابتسم باستهزاء وهو يتحرك لداخل شقته باحثا عنها بعينيه في لهفة فسرها بأنها ليست سوى تلذذا كي يعاقبها عما بدر منها بالأسفل ډافنا بداخله مشاعره الحقيقية والتي تندلع بسبب اشتياقه لها طيلة اليوم 
قبل دقائق ركضت شمس نحو غرفتها تحتمي بها من ڠضب زوجها المستبد القاس انتظرت لثوان تجيد اختيار كلمات أخرى كي تعبر عن مدى شخصيته الجامدة التي تخلو من الحياة 
أغلقت الباب جيدا واطمئن قلبها من أمر مواجهته القاټلة لخلايا فؤادها المسكين 
جلست فوق الفراش تتنهد بصمت حينما تذكرت نظراته القاتمة وهو يتابع ضحكاتها المرتفعة مع زيدان زفرت بحنق حينما تسرب شعور بالخۏف منه فهزت رأسها يمينا ويسارا وهي تحاول اخراجه من عقلها 
وهدأت نفسها بالباب المغلق أمامها فهو لن يطالها اليوم حتى ينطفئ غضبه والذي كان بغير محله فتبا لغيرته الحمقاء لقد كانت تظن أن شعلة الحب والغيرة بينهما ستنطفئ مع أول زواجهما ولكن هيهات فغيرته تزداد بشكل لا يحتمل حتى أنها شعرت وكأنها بمثابة حبل يلتف حول عنقها رويدا ومع مرور الوقت تشعر بانحسار انفاسها وقلة حيلتها وهي تواجه طوفان غضبه 
وقع بصرها فوق التلفاز فشعرت بحاجتها لاستماع أغنية صاخبة تنفصل بها عن الواقع وتصبح حجة قوية له يبرر عدم استماعها لطرقاته 
نهضت في خفة واختارت أغنيتها وبدأ جسدها يتمايل على نغماتها حينها شعرت بمدى فقدانها لعقلانيتها حيث أصبحت معتوهه على يده 
انتفض جسدها حينما اخترقت طرقته أذنها 
نفت برأسها قائلة بهمس 
كأني مش سامعه 
ازدادت طرقاته وبدأت تشعر بحدتها الواقعة على الباب الخشبي فنظرت للباب بعطف وكأنها تواسيه من خشونة زوجها المستبد 
هبطت بخصلات شعرها للأسفل ثم ارتفعت بها مرة واحدة وهي تحاول تقليد تلك الراقصة والتي رأت حركاتها الانسيابه من قبل على التلفاز 
انتفضت بفزع حينما رأت سليم يقف أمام مكتبته التي كانت تقبع بإحدى زوايا الغرفة 
فصړخت خائڤة وهي تتراجع للخلف قائلة بهمس 
بسم الله الرحمن الرحيم ازاي ده 
كانت ملامحها تصرخ ب ذهول ممزوج پخوف فحولت بصرها بين الباب المغلق والمفتاح الموضوع بين أصابعها 
وقفت حائرة عاجزة عن التفكير وخاصة حينما أغلق التلفاز تحت صډمتها ومراقبتها لخطواته نحوها مردفا بخفوت يحمل التهكم 
هايل يا فنانة 
وحينما استوعبت وجوده معها وأن سر دخوله يكمن خلف مكتبته السرية والتي لم ترتاح لها قط تراجعت للخلف حتى التصقت بباب المرحاض وخرج صوتها متلعثما 
س سليم 
مازالت خطواته تقترب أكثر فأكثر تزامنا مع نظراته الغامضة التي لمعت بها وميض أشعل مشاعرها تجاهه ونبرة صوته المهلكة لثباتها خرجت من جوفه قويه حادة 
نعم يا شمس هانم 
ابتلعت لعابها بصعوبة

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات