رواية سليم الفصل الثاني
وصلابته محاولا اظهار صفاته الأخرى حيث اختفت تدريجيا حتى أصبحت شبه معدومه
وفي ظل صراعه القصير مع نفسه تغلب جموده عليه كالعادة فوجد نفسه يقول في نبرة متسائلة تحمل التوبيخ
المفروض أنه يقعد ويستنى يفطر معانا مينزلش جري على تحت
رفعت أنظارها تطالعه بتفكير للحظات تحاول فهم ما يجول بداخله من اعتراض عن تعلق الطفل بوالديه
سليم هو أنت مش ملاحظ أنك بقيت تعلق على كل حاجة في حياتنا حرفيا وكل أفعالنا غلط في غلط
التوى فمه متهكما وهو يرمقها بحدة حينما شعر بتعديها لخطوطه الحمراء
وانتي شايفه انك مش غلط
كان قاصدا بحديثه ما حدث بالأمس فأجابت برأسها في نفي وكالعادة اغتاظ سليم من ردة فعلها وتمسكها برأيها رغم أن ما فعلته كان خطأ غير مغفور في قاموسه
صمت جعلها تدبدب بقدمها في الأرض ولسان حالها ينطلق في حنق يوبخها عما تفعله معه وعن سكوتها الدائم أمام ردوده الجافة ومواقفه القاسېة معها
اخرجت تنهيدة تحمل غيظ وقهر منه ثم وضعت الطبق في انفعال طفيف فوق الطاولة وجلست أمامه تستند بجبينها على يدها محاولة التفكير بشكل مرضي في علاقتها به
بينما هبط سليم درجات السلم في انفعال بات واضحا على جسده وملامح وجهه الواجمه لاغيا فكرة الاطمئنان على والديه قبل الذهاب لعمله حقا لقد اكتفي بما حدث منذ دقائق حيث كان كفيلا لتعكير مزاجه طيلة اليوم فاقدا أي ذرة تحمل أخرى كي يكون صابرا أمام رد متهور من أحد اخويه أو والدته المعترضة دائما على كل ما يفعله معهم
اتسعت عيون سليم في صدمة وانتقل سريعا نحو ابنه يلتقطه بين يده ويرفعه نحو صدره ناظرا لزيدان باتهام تعجب له الأخر مما جعله يرفع أحد حاجبيه في اعتراض بسبب نظرات اللوم التي القيت نحوه فجأة وكأنه يريد مثلا أذية ابن اخيه!
ازاي تخرج أنس برة البيت وتلعبه كورة في الشارع!
طريقته في الحديث لم تعجب زيدان
هو ليس بمراهق أو طفل كي يحادثه بهذا الشكل المهين فقال بخشونة
وفيها إيه لما يلعب في الشارع مش أنا معاه خاېف من إيه!
ابتسم سليم بسخرية قائلا بتسرع ودون أن يلاحظ كلماته الچارحة
ضغط زيدان فوق شفتاه السفلية في غيظ كاتما ردود أفعال لو أخرجها سيقلل من تهذيبه مع أخيه الأكبر فاكتفى بقوله
أنا فعلا غلطان وابنك ماليش دعوة به تاني
والټفت بجسده تاركا سليم تحت صډمته من وقاحته معه هل جن كي يتعدى حدوده معه كيف له بأن يحادثه بهذا الشكل أمام طفله بينما أنس كان في واد أخر فالصغير كان يحاول كتم دموعه بسبب حزن عمه مما حدث الټفت سليم يطالعه بتساؤل قلق
مالك
عمو زيدان زعلان
ربت سليم فوق خصلات الصغير في حنو
متشغلش بالك أنت يلا اطلع لماما فوق كانت عايزك
هز الصغير رأسه