الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية سليم بارت 3

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الزائد وقبل أن يغادر المطبخ هو ويزن قال بخشونه
أنتي مبتعمليش حاجة غلط يا شمس حطي ده في دماغك قبل ما تتصرفي وتقولي أي حاجة لسليم.
غادرا معا بينما هي باتت تحدق في اثرهما بشرود حيث قد وقعت في حيرة الصواب والخطأ بعدما فقدت قدرة التمييز بينهما بسبب أفعال سليم التي أحيانا تتسم بالعدائية.
                                 
أنهت ليال الشرح ووضعت القلم فوق الدفتر وهي تقول بنفاذ صبر.
خلصنا.
طلعتي بتشرحي كويس زي ما ماما قالت.
قالتها توته وهي تمعن النظر في ليال والتي تفاجئت كثيرا وهمست بحنق
انتي وامك وخالك رخمين.
رفرفت الصغيرة برموشها والفضول كاد أن يقفز من عينيها
بتقولي إيه يا مس.
مبقولش قومي روحي لخالك.
رفعت توته ساقيها تحركهما بعشوائية
خالو قالي المس تجبيك لغاية باب البيت.
نهضت ليال بعصبية شديدة من برود ذلك السمج
كده كتير انا استحملت فوق طاقتي قومي معايا.
وقبل أن تبدى توته اعتراضا كانت ليال تمسك بيدها وتجرها خلفها فلم تستطع الصغيرة ادراك ما يحدث لها سوى أنها رفعت فجأة من درجات السلم وتعلقت بيد ليال التي كانت تهبط بسرعة كبيرة وصوت أنفاسها يعلن عن ڠضبها..
بعد ثوان استمعت توته لصوت خالها والذي فتح الباب وبيده كوب الشاي مرتشفا منه بتلذذ.
خلصتي يا قمر درسك.
هزت الصغيرة رأسها بصمت فتابع سيف حديثه ببرود
والمس عجبتك ولا نشوفلك واحدة غيرها.
وقبل أن تفتح فمها كانت ليال تدفعها للداخل وهي تردف من بين أسنانها
ادخلي عند أمك.
دخلت الصغيرة وهي تركض كي تخبر والدتها بما رآته وسمعته فبقيا ليال وسيف وحدهما يتواجهان في معركة من الصمت هي تتوهج من فرط انفعالها وبالمقابل كانت عيناه عبارة عن كتلة ثلجية وبملامحه الجامدة التي لم تخلو من عنجهيته المتأصله به.
اسمع ما اقولك أنا عماله استحملك واستحمل طريقتك الزفتة علشان بس احنا جيران بس والله بعد كده ماهعمل حساب لحاجة.
هز كتفيه بلامبالاة
متعمليش.
اتسعت عيناها پصدمة وتحولت ملامحها للذهول فاغتاظت منه ودبدبت بقدمها أرضا قبل أن تعود للاعلى تجر اذيال الخيبة خلفها.
أغلق سيف الباب بعد أن صعدت للاعلى والټفت بجسده يبحث عن صغيرته فاقترب من باب غرفتها هي ووالدتها واستمع لحديثهما
بيتها مش نضيف خالص يا ماما بس ايه عندها مونكيرررررات كتير.
ملناش دعوة يا توته واتعودي متبصيش في بيوت حد.
حاضر يا ماما.
هز سيف رأسه بيأس وانطلق صوب ورشته يفرغ طاقته بها منتظرا ميعاد صديقه المسائي.
                                
اغلقت شمس باب غرفة طفلها بعد جدال طويل حول احقيته في اللعب واللهو ليلا لقد انتهت جميع قواها ولم يعد لديها القدرة على مواكبه الساعات المتبقيه في ليلتها البائسة تلك.
جلست فوق اريكتها المفضلة بانهاك وشعرت بحاجتها الشديدة للراحة ف فضلت الجلوس قليلا وحدها قبل مواجهة سليم..
انتبهت لصوت فتح باب غرفتهما وخروجه من الغرفة باحثا عنها بعينيه تقابلت عيونهما في لحظات من الصمت قاطعها سليم بنبرته الجافة
أنا خارج.
هزت رأسها بالموافقة دون ابداء اي رأي وداخلها كان يتهكم من نفسها الضعيفة حيث كانت تنتظر اعتذرا عما بدر منه بالأسفل وما زادها أملا حديث يزن عن رؤية الأسف يتوارى خلف نظرات سليم.
عادت بجسدها لتستند على ظهر الأريكة تطالب بهدنة قصيرة للم شتات نفسها الضائعة بين ما تخفيه ومعاملة سليم لها والتي تزداد جمود فأصبحت حياتها جرداء كبستان ذبلت زهوره بسبب إهمال صاحبه.
ولكنها تفاجئت بصوت سليم يصدح في المكان مجددا وكأنه عاد خصيصا كي يقضى على أي ذرة تماسك لديها.
انت ازاي تسمحي بحاجة

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات