الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جابري الفصل 35

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

و هي ترتمي داخل حضنها و تبكي بضعف و عينيها عالقة على الباب الذي لم يقفل بعد..
كان بالخارج يقف "عبد الجبار" مقابل "جابر" بينهما جميع العاملين بأمن المستشفى الذين قاموا بأبعادهما عن بعض بشق الأنفس بعدما دارت بينهما معركة دامية كانت ستنتهي بمۏت واحد منهما لولا تدخل أفراد الأمن..
أغلقت المرافقة ل "سلسبيل" الباب على الفور و وقفت أمامه من الخارج تنجنبا لدخول أحدا منهما..
ضمتها" عفاف" بحب صادق و ربتت على شعرها نزولا لظهرها بحنان و هي تقول بتساؤل .. 
" أيه اللي بيحصل برة ده!.. هو عبد الجبار بيه كان پيتخانق مع جابر أبن خالتك ولا أيه!"..
حركت "سلسبيل" رأسها بالايجاب و تحدث بأسف قائلة.. 
"كانوا هيموتوا بعض يا دادة عشان جابر عايز يدخل يطمن عليا و عبد الجبار منعه و مش راضي يدخله أبدا"..
ضحكت "عفاف" و هي تحرك رأسها بياس مردفة.. 
"عبد الجبار بيه بيغير عليكي من ابن خالتك ده و ليه حق بصراحة.. الواد نظرته ليكي و لهفته عليكي كلها حب.. عايزة يكون رد فعله أيه و هو شايف واحد بياكل مراته أكل بعينيه قدامه! "..
" بس أنا خلاص مبقتش مراته يا دادة".. 
همست بها "سلسبيل" بغصة يملؤها الآسي و صمتت لوهلة ثت تابعت بحزن.. 
" رغم أنه قال لي أنه ردني على ذمته تاني.. لكن أنا مش موافقة و مش هوافق"..
جلست" عفاف " بجوارها على الفراش و أخذت نفس عميق و تحدثت بتعقل قائلة.. 
"لو عايزه ناصحتي يا بنتي.. خليكي صريحة مع جوزك و قوليله على كل حاجة أنتي حكتهالي.. قوليله على ټهديد ضرتك و عرفيه أنها السبب في القضية اللي وكلتي جدك يرفعها عليه.. عرفيه إن اللي عملتيه ده من خۏفك عليه لتنفذ ټهديدها و تأذيه زي ما قالتلك.. خليكي صريحة معاه و متخفيش من حاجة خصوصا على عبد الجبار بيه لأنه ميتخفش عليه يا سلسبيل.. جمدي قلبك وصرحيه.. الصراحة راحة يابنتي"..
نظرت لها" سلسبيل " بحيرة ظاهرة في عينيها التي تغرقها الدموع لترفع" عفاف" يدها و تزيل دموعها بحنو.. 
" يعني أنتي رأيك أني أقوله يا دادة"..
أجابتها "عفاف" قائلة.."ده مش رأيي.. ده العقل بيقول كده.. عشان لو لفت الأيام و عرف هو اللي حصل و اللي قالته ليكي خضرا في يوم ميعتبش عليكي و يغلطك و يقولك معرفتنيش ليه"..
ساد الصمت بينهما طويلا قطعته "سلسبيل" قائلة.. 
" نادي عليه من فضلك يا دادة قوليله سلسبيل عايزاك و لما يدخل قولي ل جابر أني كويسة و هخرج له أنا ".. 
قبلتها "عفاف "من جبهتها قبل أن تنتصب واقفة و أبتسمت لها ابتسامتها الدافئة مرددة.. 
" أنا هخرج و هبعتهولك و هفضل مستنياكي برة.. اطمني أنا معاكي"..
بادلتها "سلسبيل" ابتسامتها بأخرى باهتة و تابعتها بنظرات زائغة أثناء مغادرتها الغرفة..
فور خروجها دلفت
إحدي الطبيبات تطمئن على المحلول المعلق بيد "سلسبيل" و تقوم بتعقيم چرح جبهتها بأدوات طبية مخصصة للچروح..
ظهرت علامات الاشمئزاز على ملامح" سلسبيل" و شحب لونها فجأة و بدت على وشك التقيأ.. 
"مالك يا مدام.. أنتي دايخة و لا حاسة بحاجة تعباكي".. 
قالتها الطبيبة حين لاحظت شحوب وجهها و تناثر حبيبات العرق على جبهتها..
إزداردت "سلسبيل" لعابها بصعوبة و همست بصوت متعب قائلة.. 
"ريحة القطن اللي في إيدك ده مضيقاني أوي و حاسة إني عايزه أرجع بسببها"..
قالت الطبيبة بتعجب.. 
"القطن ملوش ريحة أصلا !!! ".. 
صمتت للحظة و تابعت بتكهن.. 
"لتكوني حامل!!"..
يا الله!!
"حامل!!!".. همست بها" سلسبيل" بأنفاس متلاحقة
" تحبي أسحب منك عينة ډم و نحللها".. 
قالتها الطبيبة التي أنتهت للتو من تعقيم جرحها لتحرك "سلسبيل" رأسها بالنفي سريعا وهي تقول بتوتر.. 
"لا لا.. مش عايزه أعمل تحاليل.. أنا مش حامل و لا حاجة"..
قالت الطبيبة بعملية.. "تمام.. زي ما تحبي.. على العموم أنتي بقيتي كويسة و تقدري تروحي أول ما المحلول يخلص"..
......................................سبحان الله وبحمده.....
بالخارج..
كانت "عفاف" تتحدث مع" عبد الجبار " الذي رمق" جابر" الواقف بثبات بنظرة ساخرة و أبتسم بأنتصار حين قالت له.. 
"عبد الجبار بيه.. مدام سلسبيل عايزه حضرتك "..
" هي كويسة يا مدام عفاف".. 
أردف بها "جابر" بصوته المتلهف الذي يثير جنون "عبد الجبار"..
أجابته "عفاف" بقلق من نظرات "عبد الجبار " الحاړقة.. 
"كويسة الحمد لله"..
وقف "عبد الجبار" أمامه مباشرة و تحدث بلهجته الصارمة قائلا.. "قالتلك أنها بقت زينة.. تقدر تغور بقي دلوجيت لاچل ما تطمن چدك القلقان عليها و كل هبابه يتصل عليك و عليا "..
تطلع له "جابر" بشجاعة دون أن يغمض له جفن و تحدث بأسف قائلا.. 
"هما اللي منعوني عنك"..
قالها و هو يتنقل بعينيه بينه و بين أفراد الأمن الواقفين على أبهى إستعداد لمنعهما إذا اشتبكا ثانية و تابع بوعيد.. 
" أعمل حسابك أنا لو لمحتك على طريق قدامي تاني هسويك بالأسفلت"..
ضحك "عبد الجبار" ضحكة مدوية وصلت لسمع زوجته بالداخل خطفت أنفاسها و جعلت دقات قلبها تخفق كالطبول رفع يده ربت على كتفه پعنف وهو يقول.. 
"اللي بيقول مبيعملش.. و بفضل الله لا أنت و لا بلد بحالها تقدر تعمل حاچة مع راچل صعيدي و خصوصا لما يبجي الراچل ده عبد الچبار المنياوي يا ابن البندر"..
قالها و هو يسير من جانبه تجاه غرفة "سلسبيل" طرق على الباب و فتحه دون إنتظار إذن و دلف للداخل غالقه خلفه تاركا" جابر" يستشيط ڠضبا يكاد أن يدمر الأخضر و اليابس.. 
يتبع............ 
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
 

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات