الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق الفصل الخامس عشر إلى الواحد والعشرون

انت في الصفحة 25 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز


اشعة الشمس قد خارت 
ووجدت الحارس ينظر لها وهو يمد هاتفه نحوها ..ألتقطت الهاتف سريعا كي تخبره بأن يأمر رجاله بفتح بوابة المنزل لها ولكن تجمدت في جلستها وهي تسمع صوت جاسم الحازم 
 انتي مجنونه في عقلك ..كلمة واحده يامهرة ترجعي على الفيلا ولما ارجع لينا كلام تاني 
وأغلق الهاتف بوجهها فمعها فهم لا محايلة لا جدال 

وطالعت الهاتف پصدمه ونهضت من جلسها وهي تعطي الهاتف للحارس متمتمه بضيق 
 انا اصلا تعبت من القاعده هنا 
وسارت بهدوء من أمام الحارس الذي وقف يطالعها بأعين متسعه.. فهي قد انصرفت بهدوء دون جدال 
....................
أتسعت أبتسامة ورد وهي تهبط من سيارة كنان تتأمل المنزل الذي أمامها ومايحيطه من إطلالة ساحرة 
 هذا منزل العائله ورد...لقد قضيت طفولتي هنا
فألتفت نحوه ورد لتجد عيناه قد غامت بالحزن 
 هازان كانت تعشق هذا البيت بشده 
وحدق بالفراغ الذي أمامه بصمت ... لتقترب منه ورد تضم كفه بين راحتي كفيها وعندما شعر بضغط يدها على يده ..طالعه بأبتسامة حانيه ثم ضمھا إليه بعشق يقبل قمة رأسها 
 لن تمحي تلك العطلة من ذاكرتك ورد
ليخرج في تلك اللحظه رجلا بعمر الخمسين مرحبا بهم 
 أهلا سيد كنان لقد أشتقنا اليك 
ونظر إلى ورد مرحبا بها 
 أهلا ياخانو 
لتبتسم له ورد بلطف ..ويقودها للداخل بعد ان أملي علي حارس مزرعته ما يريده 
لتقف ورد في منتصف المنزل .. لتطالع ماحولها بأنبهار ..فجمال المنزل بالحديقة الشاسعه التي تحاوطه كما تصميمه بسيط ورائع 
 المنزل جميل حقا كنان ..اريد ان أسير بالحديقة
ليتأمل كنان سعادتها بحب ..وأقترب منها يحرك أطراف أنامله علي وجهها 
 سأريكي كل شئ لاحقا حبيبتي ..ولكن الأن أريد ان أخبركي سرا 
لتتسأل ورد وهي تنظر لعينيه الراغبة 
 ما هذا السر 
وشهقت بفزع وهي تجده يحملها بين ذراعيه متجها نحو الدرج الخشبي
 ستعرفيه حبيبي لا تقلقي 
..................
ضحكت مهرة وهي تقضم حبة الطماطم وتستمع لطرائف فوزية مع زوجها 
 وبعدين يافوزيه عمل ايه جوزك
فأتسعت أبتسامة فوزيه وهي تقلب الطعام ثم زفرت أنفاسها بهيام
 باس راسي في وسط اهل الحارة كلهم ..وعزمني علي أكله كباب وكفته انما ايه 
لتنظر اليها مهرة بتعجب متسائله
 يعني بعد ما ضړبك وفرج عليكي الناس .. سامحتيه بالسهوله ديه عشان اكله يافوزيه
فهتفت فوزيه وهي مازالت علي وقفتها
 ماهو صالحني قدام أهل الحارة ياست مهرة 
لتضحك هدي علي بساطه فوزيه ..فهي لم تكتشف حكاياتها الا مع مهرة التي تندمج معها في الحديث 
 شوفتي يامدام هدي بعد ماضربها صالحها بأكله 
لتصحح فوزية الأمر مجددا
 وباس راسي كمان ياست مهرة خدي بالك .. ده منعم جوزي مفيهوش منه اتنين 
فحركت مهرة حاجبيها بيأس من حال تلك العاشقة بزوجها 
 الحمدلله مافيش منه أتنين 
ونهضت بعدها تنظر لهدي 
 عايزه مني حاجه أسعدك فيها يامدام هدي 
لتبتسم هدي بحنو 
 ده احنا اللي نسألك يابنتي .. احنا هنا خدامين عندك
لتضيق ملامح مهرة وهي تطالعها
 لاء مش خدامين عند حد .. انتوا هنا موظفين زي اي موظف في اي مكان 
ونظرت إلي فوزية التي هتفت بسعاده 
 بجد ياست مهرة احنا موظفين 
فضحكت مهرة على تلقائيتها ..لتكمل فوزية بأسي 
 اصل عيال الحارة بيقولوا للواد حمو ابني ياابن الخدامه
الكلمة اوجعتها بل وذكرتها بذكريات قديمه عندما كانت تأتي ورد تخبر والدتها ان أصدقائها في الحي يتهامسون عليها بأن والدتها تبيع لهم اطباق الكشري 
فقد أتي وقت عليهم لا يستطيعون تكفية حاجتهم من المال القليل الذي يبعثه لهم والدهم
ومحل البقالة لا يدخل لهم الا حاجات طعامهم 
فكانت والدتهم تسعي دوما في ابتياع اي شئ هي ماهرة به من أجل الا تنقصهم شئ عن أقرانهم 
ولطبيعة ورد الهادئة كانت لا تتحمل اي إهانة عن والدتهم فتأتي لها باكيه 
وبالجانب الأخر كانت هدي تشعر بالألم متذكرة ابنها الذي اعطته شقتها ليتزوج بها ثم طردها بعد ان كلت زوجته من وجودها مخبرة اياها أنها عالة عليهم بعد ان تركت خدمتها كموظفة خدمة في أحد الفنادق 
بعدما طلب منها ابنها تركها لعملها فهو اصبح يعمل وسيتكفل بكل شئ يخصها فهو يريد ان يريحها من مشاق الحياة ولكن الحقيقة كانت كي لا تفضحه أمام عروسه وأهلها 
لتتمتم مهرة قبل ان تغادر المطبخ مخاطبة فوزية
 قولي لابنك أنك بتشتغلي وبتكسبي فلوسك بالحلال... مافيش فرق بين وزير ولا بياع الجرجير كلنا زي بعض عند ربنا مش هيفرقنا غير أعمالنا
لتبتسم فورزية وهي تنظر لهدي الشاردة 
 طيبه اوي الست مهرة 
....................
صعد جاسم الدرج بعد ان سأل السيدة هدي عليها 
وأخذ يدلك عنقه بأرهاق متمتما 
 استعد ياجاسم للرديو اللي هيشتغل دلوقتي
واتجه صوب غرفتها ..وطرق الباب طرقة خافته ثم فتحه 
ليجد الظلام حاوط الغرفة .. فالوقت الأن السابعه مساء 
ونظر للفراش فوجدها غافية ..فأقترب منها مناديا عليها 
 مهرة... مهرة 
فأدارت مهرة جسدها للناحية الأخري متمتمه
 امممم ...سبيني انام ياورد وافتحي انتي المحل 
فجلس جاسم جانبها بأرهاق متمتما بأستياء 
 يادي ام المحل اللي واخد كل تفكيرك 
ووضع بيده علي كتفها
 ورد اتجوزت ومع جوزها في تركيا .. ودلوقتي انتي مش في السيدة زينب انتي في المهندسين 
لتنتبه ان هذا الصوت ليس صوت شقيقتها ...وتذكرت أين هي ..فألتفت اليه وفتحت عيناها ببطئ تطالعه بأعين غاضبه 
 انت دخلت عليا الأوضه وانا نايمه ازاي
فتنهد بحنق ..وزفر أنفاسه
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 30 صفحات