الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية رحمة كاملة

انت في الصفحة 68 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


بسبب الركلة التي تلقاها پعنف شديد شعر بسبها أن رقبته قد كسرت ليخرج واخيرا صړخة هزت جدران المكان بسبب قوة الضړبة استدار ببطء وهو يحاول ألا يسقط مغشيا عليه من قوة الركلة لينظر في وجه ذلك الذي ضربه وسرعان ما اتسعت عينه پصدمة كبيرة وارتجف جسده وهو يراه يقف أمامه ينظر له پغضب چحيمي علم منه أن هذه ليست سوى بداية نهايته والتي تمنى أن تكون قريبة بعد رؤيته لتلك النظرات 

محدش هيخلص عليك غيري يا 
ابتلع مصطفى ريقه وهو يهتف بارتجاف وهو يميز صوت أخيه رغم ضعف الإضاءة في المكان لكن مجرد طيفه هنا كفيل بإصابته بالفزعلا يصدق أن الأمر وصل لأخيه وهو من ظن أنه سيتمكن من انهاءه بعيدا عنه كما يفعل كل مرة 
جمال انت انا مش دول هما اللي جايبني هنا وب
انا اللي جايبك يا مصطفى 
فتح مصطفى عينه پصدمة كبيرة وهو يستمع لحديث أخيه لا يصدق أنه هو من أوقعه وسلمه لهؤلاء 
انت انت يا جمال اللي سلمتني ليهم ده انا اخوك 
انت واطي يا مصطفى وانا ميشرفنيش واحد زيك يبقى اخويا بعدين ايه مفكرني هداري عليك ده انت حتى اكتر واحد عارفني 
شعر مصطفى بالخطړ والان فقط احس بفداحة ما حدث له وبأنه لن ينجو تلك المرة بنفسه أوليس أكثر من يعرف أخيه كما قال 
طيب هتعملوا ايه يعني محدش عندي أي دليل 
انطلقت ضحكات جمال وهو ينظر لأخيه ثم اقترب منه هامسا 
كده يا مصطفى يا حبيبي معندكش ثقة في اخوك بس عموما خليني اطمنك واقولك إن الدليل معايا مش باقي بس غير الكلب التاني يجي هنا ووقتها اقدر انفذ اللي في دماغي 
أنهى حديثه وهو ينظر للجميع أن يخرجوا معه ويكفي اليوم حتى لا ېموت متجاهلا صرخات أخيه التي علت من خلفهم وهو يحاول استعطافه 
جمال لا متعملش كده يا جمال انا اخوك يا جمال يا جمال 
اختفى صوت مصطفى وخفت بعد غلق الباباستدار رشدي لجمال وهو يسأله بجدية 
هتجيب التاني ازاي 
ابتسم جمال بخبث وهو ينظر لزكريا ثم قال لهم 
هقولكم
بقى كده يا أبا تجيب شوية بلطجية ليا وريني بقى هيعملوا ليك ايه 
أنهى ابن فرج الحديث وهو يشير لبعض الرجال الذين أحاطوا بهم لېصرخ في الجميع 
هما فين اللي كانوا عاملين نفسهم رجالة وبيتكاتروا عليا الاستاذ اللي عامل نفسه شيخ وهو عيل اساسا والاتنين اللي معاه 
ارتعش فرج يدعو الله ألا يأتي أحد فهو لا يريد أن يتأذى أحد بسببه اقترب
ببطء من زوجة ابنه التي أصرت على القدوم مع زوجها هذه المرة 
يا بنتي ما يصحش كده خدي جوزك وارجعوا بيتكم وانا اللي هجيلكم واللي عايزينه هعمله بس بلاش مشاكل 
نظرت له السيدة بحنق شديد 
يعني ايه عايز ابنك يسيب اللي ضړبوه كده من غير ما ياخد حقه ليه مخلف نسوان ولا ايه يا أبا 
ايه اللي بيحصل هنا 
الټفت الجميع لذلك الصوت والذي كان صوت فاطمة وهي تنظر لهم بشړ وهناك نيران داخلها بعدما سمعت حديث ذلك الرجل والذي علمت جيدا أنه يقصد به زكريا 
فيه ايه وايه البلطجية اللي جايبها دي 
كانت توجه حديثها لذلك الرجل پغضب شديد وهي تقف جوار فرج بينما ماسة كانت تأخذ وضع استعداد في انتظار كلمة واحدة لتخرج كل ڠضبها فيهم 
نظر الرجل لفاطمة من أعلى لاسفل نظرة جعلت داخلها يشتعل أكثر وهي تتذكر نظرات هؤلاء القذرين ليزداد ڠضبها وهي تهتف في وجهه 
بتبص على ايه عينك في الأرض يا حيوان 
رفع الرجل نظره لها ثم قال بسخرية كبيرة 
ايه هما استخبوا وبعتوا حريم ليا ولا ايه 
ما انت عارف بقى مينفعش الرجالة يدخلوا في خناقة مع الحريم زي ما قولت عشان محدش يغلطهم 
الټفت الرجل صوب ماسة التي كانت تتحدث ببسمة باردة وهي ترتقب منه
حركة واحدة حتى تنشب باظافرها في وجهه مستنكرة وبشدة ذلك الهدوء الغريب الذي يتخذه رجال المكان منهجا فهن لم يتدخلن إلا حينما رأوا ذلك التخاذل الغريب 
تقدم لؤي يدفع الجميع من أمامه حينما ركض إليه فتى صغير يخبره بتشاجر زوجة الشيخ زكريا مع أحد الرجال 
انطلق لؤي لفاطمة بتحفز يسألها 
في ايه يا فاطمة حد عملك حاجة 
تنحت فاطمة جانبا احتراما لوالد زوجها وهي تشير للرجل متحدثة بحنق 
الاستاذ ده جايب شوية بلطجية وجايين يعلوا صوتهم على فرج وعمال يقل أدبه على زكريا 
انهت كلامها وهي ترمي له بنظرة حاقدة لينظر لؤي صوب الرجل وهو يشير بعينيه لفاطمة بأخذ الفتيات والصعود 
اطلعي أنت وماسة وشيماء دلوقتي 
ثم نظر للشاب وهو يتحدث له بهدوء 
فيه ايه يابني هو كل ما تلاقي نفسك فاضي تيجي تعمل مشاكل هنا 
بقولك ايه يا عم الحج متدخلش انا ليا حق هنا وجاي اخده 
تحركت فاطمة للأعلى تنفذ حديث لؤي حتى لا يغضب منها زكريا إذا علم بتدخلها ذلك بينما ماسة كانت تغلي خلفها من الڠضب تود لو ترى أحد أمامها فتخرج ڠضبها فيه كله 
ايوة زي ما بقولك كده يا هادي جه تحت وقعد يزعق ويقول هو فين الاستاذ اللي عامل نفسه فندام ده بيلقح عليك يعني وعمال يضرب في خلق الله 
نظرت ماسة لشيماء وهي تبتسم بسخرية عليها 
دخلن الثلاثة لمنزل فاطمة ثم اتجهوا للنافذة سريعا وهن يشاهدون ما يحدث 
هو قال كده ليلة أهله مش معدية سرع يا عم إنت ودوس بنزين 
كان هذا حديث هادي وهو يصيح في السائق جواره بحنق وجواره رفيقيه ولا احد يفهم ما به 
ايوة زي ما بقولك يا هادي وكمان صح ده جايب معاه بلطجية كتير اوي يعني خلي بالك 
ابتسم هادي على تلك الدبدوبة وهو يهتف بمزاح 
يعني الف واجي من اخر الحارة ولا اتنكر
لوت شيماء فمها بحنق شديد وهي تهتف بصوت مغتاظ 
تصدق بالله انت ظريف اساسا وانا اللي كنت عايزة أحذرك عشان ميعملش ليك عاهة مستديرة 
سخر هادي من حديثها وهو يردد كلمتها
مستديرة ليه هتعارك مع برجل اقفلي يا شيماء اقفلي خليني
اشوف الدنيا 
أنهى حديثه وهو ينظر للمرآة مرردا بنبرة مازحة 
اتمنى متكنوش فرغتوا طاقتكم في مصطفى عشان عندكم طالعة كبيرة 

 

تقدمت السيارة واقتربت من حدود الحارة التي يقطن بها الشباب ليهتف هادي مشيرا بيده للسائق 
بس وقف هنا تسلم انزلوا يلا 
نظر كلا من زكريا ورشدي لبعضهما البعض لا يفهمان شيئا من حديث هادي فهو أخبرهما بحدوث شجار دون توضيح أسباب أو مع من سيتم الشجار والان جعلهم يهبطون في بداية الحارة يبدو أنه واخيرا قد جن هادي 
نظر هادي للسيارة وهي ترحل من أمامهم ثم بعدها استدار لأصدقائه وهو ينفخ صدره بشكل مثير للضحك ذكر رشدي بيوم قلدته شيماء يسير بطريقة مضحكة وهو يقول بجدية وقوة 
ورايا يا رجالة عشان فيه شوية حشرات مزعجة في الحارة 
أنهى حديثه وهو يتحرك من أمامهم نافخا صدره وخلفه زكريا ورشدي يضحكان بشدة عليه ظانين أنه يمزح لا أكثر لكن حينما اقتربوا من المنطقة التي تقع منازلهم بها ورأوا ذلك الكم من الأشخاص يقفون وهم يحملون عصي خشبية توقف هادي فجأة وهو ينظر لهم پصدمة هاتفا بصوت مسموع للاثنان 
مقالتليش أنهم كتير كده يا واطية يا شيماء 
تنحنح وهو يعتدل في وقفته وينظر خلفه لاصدقاءه متحدثا بجدية مضحكة 
تقريبا كده نسيت موبايلي في العربية هروح الحق السواق قبل ما يطمع فيه والبركة فيكم بقى 
أنهى حديثه وهو يكاد يستدير خارجا من الحارة كلها لولا يد رشدي التي امسكت بثيابه من الخلف هاتفا بسخرية وهو يرمق يده 
مساء الفل يا حبيبي التليفون في ايدك تعالى بس ده انت حتى البركة بتاعتنا 
أنهى حديثه وهو يسير متغلغلا لداخل المنطقة وجواره زكريا جاذبا بيده هادي الذي كان ينظر حوله للرجال هامسا 
ماشي يا شيماء والله لاوريك عمالة تحميني من غير ما تحذريني شكلك هتلبسي الاسود قبل ما تلبسي الابيض 
توقف رشدي وهو ينظر لما يحدث حيث كان لؤي يتحدث بحدة كبيرة مع أحد الشباب الذي لم يتضح له هيئته من ظهره 
بابا فيه ايه 
كانت هذه الكلمات تنطلق من فم زكريا والتي الټفت الشاب على إثرها وهو يبتسم بسمة مقيتة متحدثا بخبث شديد 
واخيرا نورتوا ده احنا مستنين من بدري يا راجل 
نظر له زكريا بتعجب مصطنع وهو يشير له ولرفاقه 
احنا والله ما نعرف ولا حد بلغنا انك مستنينا 
معلش ما احنا برضو اللي جينا من غير معاد 
أنهى الرجل حديثه وهو يشير للرجال بيده ليرفع الجميع ما يحمل بيده مشهرا إياه في وجه الشباب ليهمس هادي في اذن رشدي 
شوف الجمدان رفع بس صباعه قاموا رفعوا العصيان في وشنا يلا بقى يا رشدي ارفع المسډس في وشهم وخليهم يمشوا 
ابتسم رشدي بسخرية كبيرة وهو ينظر لهادي ثم قال بحنق 
مكانش يتعز يا حبيبي بس مش هينفع 
ليه المسډس فاصل شحن ولا ايه مش فاهم 
زفر رشدي بحنق شديد وهو ينظر بغيظ لذلك الأحمق متمتما 
مش فاهم اللي خلاك محامي ده كان بيفكر في ايه يا ذكي لو عملت كده يبقى اسمها ترهيب العامة اني اشهر مسډسي في مكان عام ده ممكن اتكدر بسببه الا طبعا لو مسألة حياة أو مۏت 
لم يكد هادي يجيبه حتى قاطعه ابن فرج وهو ېصرخ پغضب في وجه زكريا وقد بدا أنه كان يتحدث معه في أمر ما مما أغضب الشاب بشدة 
انتم مستنين ايه هاتولي العيال دي زاحفة 
نظر هادي حوله وهو يرى الجميع يهجم عليهم بسرعة كبيرة لدرجة لم يستوعب الامر بسرعة حتى سمع صړخة رشدي به ليبدأ في صد بعض الضړبات من هؤلاء الرجال لكن وبسبب أن بعض هؤلاء الرجال يحملون عصي كان الأمر صعب قليلا
كانت الفتيات تشاهدن الامر من الأعلى وقد ازدادت حدة الأجواء والجميع في ترقب لما يحدث خاصة بعد تدخل
شباب من الحارة لمساندة زكريا وأصدقاءه بسبب لؤي الذي ركض وأحضرهم عندما رأى أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة 
كان زكريا يضرب پغضب كل من يأتي أمامه مفكرا بسخرية أنه يضرب ويستخدم العڼف للمرة الثانية في يومه وهو من كان يأبى حتى أن يرفع يده على أحد سابقا لكن هذه هي الحياة إن إتخذت السلام سبيلا اجبرتك على أخذ المهانة شعارا 
سقط هادي ارضا وهو يتأوه پعنف بسبب ضړبة أحدهم على ذراعه بعصا پعنف شديد لتعلو صرخاته في الأجواء لكنها ضاعت بين الصرخات الأخرى والسباب والأصوات الغاضبة نهض هادي پغضب شديد وهو يركض بغيظ صوب ذلك الرجل الذي ضربه ليطيح به ارضا بعدما اندفع آخذا إياه في عناق ثم سقط به ارضا وبعدها انقض عليه پعنف 
كان رشدي يحاول أن يصد جميع الضړبات التي توجه له فكلما أراد أن يخرج هاتفه محدثا وحدته للمجئ يجد أن هناك أحد ما ينقض عليه 
كانت كلا من شيماء وفاطمة تمسكان ماسة بصعوبة عن الهبوط للاسفل فهي كلما
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 84 صفحات