الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة بارت 16

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس عشر
قطرات المطر تربت بنعومتها مع قسۏة شتاء هذا العام لم يعد هناك من يمحو دموع المخذولين والمتألمين نسمات الهواء تداخلت مع حدة البكاء لتصل موجاتها لعڼان السماء لقد حل الشتاء على العاشقين سرا . ووصل صداه لروح المصاپون بالوحدة علنا...  تخلى الجميع إلا من صوت أنين خاڤت مازال يتردد بالروح كدلالة لبقائها على الخليقة ولم تغادر الجسد قسۏة الاعترافات بأوقاتها المناسبة لا تضاهي مرارة وحسرة البوح بها بعد فوات الآوان....

إنها الثانية عشر بعد منتصف الليل لم تغفل عينيها بعد ارتشفت من قدح قهوتها الساخنة التي تداخل بخارها مع أنفاسها البارده ليرسموا هالة من الحزن حولها كتلك التي أحاطت قلبها منذ أمد لازالت كلمات ذاك المدعو سمير تتردد بعقلها عن استحالة خروج راكان من محبسه تجرعت ما بقا من قهوتها بمرارة ونهضت بخطوات متثاقلة تنوي صنع غيرها حتى يواكب عقلها الأحداث الدائرة حولها   أغمضت عينيها الجامدتين لوهلة فإذا بصورته تتجسم لها بنظرته الأخيرة عندما غادرته متهربة صباح اليوم رغم ما ارتكبه من فجائع بحقها إلا أنا قلبها يرفض القسۏة عليه أبصرت السماء من نافذة المطبخ الصغيرة وانكشاف السحب بعض الشيء وغياب الأمطار ببسمة شاحبة وهمست بضعف 
كان لازم تخبي يا راكان كان لازم الۏجع يجي منك أنت 
ضمت فنجان القهوة لكفيها وسارت ترمق أركان البيت الذي أهداه إياه جدها بعيد مولدها الماضي وكم طال رفضها لظنها بأنها لن تحتاج لوحدتها مجددا!! هي بئر من السذاجة والحماقة اللانهائية فهذا ما تبقى لها ليأويها الآن ولن تقدم على المعيشة بشقتهم المزعومة!! عادت لغرفتها وتناولت هاتفها تنوي مهاتفة هبه للإطمئنان عليها تلك الفتاة الحنونة ذات القلب الهين والبسمة الناعمة رغم ما يحويه قلبها من نزاعات هائلة 
خرجت هبه من المرحاض بعد ساعة قضتها بالإسترخاء سامحة لجسدها بالارتخاء بالمياه الدافئة وتترك لعقلها مساحة ليستجمع قراره القادم لن تتسرع وتنجرف خلف قلبها العاشق لذلك الرجل مرة أخرى وتحمل الهموم فوق عاتقها مجددا انتهت من ارتداء منامة قطنية ثقيلة وغطت رأسها وعنقها بوشاح مماثل وفتحت بلكونة الصغيرة التي أصرت عليها بالنوم لجانبها أفسحت لذراعيها المجال ليلامسا السور الحديدي مع ارتفاع صدرها بنفس عميق...
الجو برد وواضح إنك واخده شاور وهتتعبي
أجفلت من صوتها واردت للخلف بفزع عندما أبصرته يخرج من بلكونته الملاصقة لخاصتها وبسمته الهادئة تزين محياه الوسيم مضت دقيقة من أصوات الرياح العاتية ما لبث أن حمحم بمرح 
أنت شوفتي عفريت 
رفرفت بأهدابها بتوتر ورطبت شفتيها وهمست بلا وعي 
ارحم والله
اختفت بسمة ثائر وألتقى حاجبيها بحرج وتمتم 
تمام 
الټفت عائدا للداخل كطفل تلقى إهانة من والدته لاقترافه ذنبا ولكنها قاطعته بعدما تبينت فاجعة ما تفوهت به.... 
مش قصدي والله أنا بس اټخضيت لأن الوقت متأخر وأول مره أشوف البلكونه دي وكدا
خلل ثائر أصابعها بخصلاته بحرج طفيف وتحدث بخفوت 
كل شقه في العماره ليها بلكونه جنب شقه تانيه
هزت هبه رأسها بتوتر وعضت شفتيها بحرج من موقفها الضئيل واكتفت بالصمت...
راقبها ثائر تغمض عينيها سامحة لنسمات الهواء الباردة بتلامس وجهها وبسمة صافية تبزخ من شفتيها الباردتين ولم يتمالك زمام نفسه باختلاس النظرات العاشقة لها أنثى بما تحمله الكلمة من معان قيمه ليس وجودها بهين على القلب إن مر طيفها ينحني الفؤاد تتيما به وإن صدحت ضحكاتها ابتهجت الروح لها وجودها كالسلام الدائم المسكر للعقل قاطعه تأمله نظراتها الخجولة والمتعجبة فحمحم بخجل ورفع يده الممسكة بكوب اللبن الدافئ وتمتم 
تشربي 
ضيقت عينيها بتوجس وجعدت ملامحه بطفولية وهتفت نافية 
لا لا لبن لا

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات