الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة 23

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث والعشرون 
توترت قدميها بسبب برودة أعصابها مما أدى إلى ارتجاف جسدها وبصعوبة تحاملت على المقعد الذي طالته وألقت بجسدها عليه تاركة دموعها تراقبه وعينيها اللعينتين تلومانه!! رأته يقف مهرولا إليها وعلى وجهه علامات الفزع والقلق وعيناه تجوبها بحثا عن سبب تهاوي جسدها ألا يعرف أنه السبب الأوحد!! أغمضت عينيها ونكست رأسها بتعب ومازالت عظام جسدها ترتجف من أثر لمساته! اعتلتها غيرة واضحة جعلتها تلتهب كما النيران المشټعلة ولكن تلك الغيرة هي ما تمسكت به وعظمة شعورها بها حتى لا تهرول باكية لأحضانه وتسرد له ما عاشته!!! جلس ثائر أمامها بقلق محاولا منع يده مز ټلمسها وهتف بنبرة حانية تخللها الشوق

_ مالك شكلك تعبانه يا هبه طمنيني عنك
كلمات ساذجة ألقاها على مسمعها جعلتها تضحك بتهكم وتحاول النهوض بتعب متخطية إياه هاتفة بحزم غاضب
_ مفيش وبما إنك جيت بالسلامه أنا هرجع بيتي
عقد ثائر حاجبيه بضيق من تهربها وإشاحتها بصرها عنه والادهى من ذلك أنها تريد الذهاب وترك البيت اليوم!! خلل أناملها بخصلاته الطويلة وهتف ملطفا الوضع ومشيرا للفتاة الغريبة التي تراقبهم هي ووالدته ببسمة مرحة
_ طب حتى اتعرفي على رؤى أختى!!
تنفست براحة عندما تبينت هوية الفتاة والتفتت مطلعة على ملامحها التي تشبهه كثيرا وكأنها نسخة عنه إلا من عينيها المشابهتين لوالدته! تبدو صغيرة بنهاية عقدها الثاني على الأرجح!! ولكنه لم يخبرها عنها ولا مرة!! وضعت يديها على قلبها تهدأ من نبضاته العالية وابتسمت عندما اقتربت الفتاة منها واحتضنتها بلا انتظار هامسة بخفوت
_ متخليش غيرتك تتحكم في مشاعرك قالي إنه بيحبك بس دلوقت عرفت قد إيه بتحبيه
عضت هبه على شفتيها بخجل وحمدت ربها على النقاب بتلك اللحظة وهمست لها
_ كنت مكشوفه أووي كدا!
هزت رؤى رأسها بتأكيد وبسمة مشاكسة زينت ثغرها عندما ابتعدت محتضنة ذراع ثائر هاتفة بدراما وغنج 
_ ليه بيقولوا الحب أسيه.... ليه بيقولوا شجن ودموع.... صوتي قمر صح! مش محتاجه رأيكم أصلا
لكزها شقيقها بحرج عندما لاحظ صوت أنفاس هبه الذي وصله ومن الواضح أن شقيقته المشاكسة تخجلها!! 
_ فاكرة البلكونه! ولا افكرك عملي ونظري ونلعب شوي!
ابتلعت رؤى لعابها المرتجف بصمت وأومأت بخنوع له ونظرت ل هبه بتوعد... هي مازالت تتذكر البلكونة التي كان يجعلها معلقة بأحد جدرانها العالية عندما يريد التخلص من إزعاجها ومع محاولاتها المستميتة للفرار من عقابها كانت تلقى حتفها! فمرة سقطت على فمها مما أدى إلى تهشم إحدى أسنانها وڼزيف لثتها ومرة أخرى التوى كاحلها وزلت معدتها تؤلمها لاسبوعين والمرة الأقوى والأخيرة عندما حاولت حماية جسدها بذراعيها وكسر كليهما!!! منذ تلك المرة كانت تتلقى عقابها بصمت وبسمة سمجة حتى تنتهي العشر دقائق المقدرين لها معقلة وهي صامتة!!! حقا شقيقها كان قاسې القلب معها أم هي مثلما يقول بئر المصائب والأحداث!!
باليوم التالي انتهت أثير من وضع الأطباق على الطاولة وهمت بالعودة لتوقظهم ولكنها وجدت راكان حاملا ل حمزه أمامها وكأنهم كانوا ينتظرونها!! ابتسمت بسعادة مقتربة منهم وزادت بسمتها عندما رأت تهجم وجه راكان منذ الليلة الماضية!! لم تضحك بحياتها كليلة أمس فعندما كانت تناظره تجده ينفخ بوجهها وكأنها كرة من الجمر يحاول إخمادها! كانت تبغض تلك العادة بسبب ألمها الشهري ولكنها باتت تحبها مؤخرا لأنها تصف معها ضد زوجها العزيز!! تناولت حمزه من والده وقبلت خده بقوة ومحبة جارفة وهمست بحنان
_ صباح الخير على عيون أرنوبي الصغير
ابتسم حمزه بمرح وبادلها قبلتها الصباحية وتمتم بنعاس
_ صباح القمر يا أثير
توجهت له

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات