الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة 27

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السابع والعشرون
جميعنا كاذبون باختلاف أسباب الكذب والتفاوت بين درجاته المتعددة جميعنا عندما يتعلق الأمر بنا من الداخل نجد تلقائية البوح تختفي وتتصاعد النظرات المنكسرة مع التنهيدة الطويلة المصحوبة بزفرة كارهة لضعف الذات منا من تتصلب قدماه عند القدوم على بداية جديدة فيخطو بالكذب المعروف نهايته ومنا من يضحي بسعادة ډافنا مشاعره الصادقة وسامحا للكذب بالإنبثاق من بين جنبات صدره والأضعف هو الخائڤ من مشاركة أوجاعه لكثرة خذلانه حتى بات الكذب بشأن أحواله عادة منجية لعقله صدقا الجميع كاذب.....

فركت هبه كفيها معا بتوتر بالغ وارتجفت قدميها عندما سمحت لها سكرتيرته بالدخول وقلبها اللعېن ينبض وكأنه للتو خرج من سباق مارثون وعلقھا أيضا لا يرحمها ولا ينفك عن ترديد كلمات ورده اللعينه وقدرتها على الاقناع واعطاؤه فرصة جديدة تستعيد توازنها بها!! باليومين الماضين لم تهدأ طاحونة عقلها عن العمل وجلدها باللوم والعتاب وقرر الجميع الوقوف بصفه واتحد كيانها اجمع عليها وهاهي تستجمع قوتها وتجلس أمامه تتهرب من أسهم عيناه المتربصة لها وتهمس بتعلثم وضيق
_ يعني.... أنا جايه... يوووه...
تنفست بصعوبة وكأنه سحب جميع الاكسجين بالغرفة من حولهم وتمتمت بتردد
_ أنا أسفه على اللي قولته
وضع القلم من بين أصابعه الثابته وأنزل عينيه عنها وتمتم باقتضاب
_ وأنا مش متاح وقت ما تعوزيني تلاقيني ووقت ما تقرري تبعدي ترميني
ناظرته بعينين رافضتين للفهم من بين نقابها الأسود وهمست برجاء مبطن
_ يعني إيه مش فاهمه قصدك!!
انتصب ثائر بهدوء وسار حتى أصبح على مقربة محدودة منها وتمتم بقسۏة وهدوء
_ لأ فاهمه وعارفه قصدي بس معنديش مانع أوضحه أكتر عشان تبقى كل حاجه مكشوفه وظاهره زي الشمس
تصنع الصمت والهدوء لعدة دقائق وابتسم بجفاء متابعا
_ أنت بقالك داخلين على شهرين كل اللي على لسانك ابعد عني وشوف حياتك أنا منفعش ليك وأنت تستاهل واحده أحسن مني والإسطوانه البايظه دي والحق يتقال أنا كنت واحد بايع كرامته ومقدمها ليك تمرمطي فيها وبقول استحمل وخليك جنبها بس لقيتك بتسوقي فيها وكأن اللي بتدوسي عليه دا مش قلب بني آدم عنده مشاعر وبيحس ويتوجع زيه زيك!!!
لم تسعفها الحروف لتخرج لتوقف سيل طعناته الخبيرة التي تغرس بمهارة بمضغتها الباكية ولم ترأف بها الدموع لتهطل وتهدئ من ألم نيران كلماته الناشبة بصدرها بل وجدت نفسها تستقبل قسوته وجفاؤه وغلظت حديثه بعينين شاخصتين به وملامح مقتضبة دون المزيد!!!
مسح الآخر على خصلاته الفحمية وخرجت ضحكة متهكمة من شفتين القويتين تبعها مستكملا باقي آلالامه الموجهة لها من فؤاده ليلوم قلبها الذي أحبه ولازال يحبه بل ولن يتوقف يوما عن حبه!
_ بصراحه لقيت الموضوع مش جايب همه وقولت أخلصك واسمع كلامك وابعد!! أبعد عشان قلبي فعلا يستاهل!! عشان حياتي تستحق!! عشان روحي اللي بټعذبي فيها وراكي وهتفضلي تعذبيها ملت الۏجع!! ماهو أنا مهما كان بشړ!!
ابتعد عنها وجلس مجددا بمقعده دون المزيد من الكلمات الچارحة والنظرات القاسېة التي تصيبها بتلك الرجفة الباردة وكان الصمت هو ضيف الشرف بينهم والأنفاس السريعة السطحية الغاضبة منه والهادئة المنعدمة منها الجليس الاقوى بينهم!!
بعد عدة دقائق اهتزت مقلتيها ببسمة شاحبة ورجفة وصلت له وجعلته يشيح ببصره عنها پغضب حتى يظل على موقفه معها مما جعله تفترس شفتيها المرتجفتين وتحمل ما تبقى من كبريائها المجروح وروحها المشټعلة التي خابت ظنونها به وتخطو نحو الباب دون حرف واحد!! ولكنها توقفت قبل خروجها بعدة خطوات واستدارت ببطء كعجوز كهلة وأبصرته بنظرة مخيبة للآمال ونازفة للتوقعات وهمست ضاغطة على

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات