رواية هبة 27
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل السابع والعشرون
جميعنا كاذبون باختلاف أسباب الكذب والتفاوت بين درجاته المتعددة جميعنا عندما يتعلق الأمر بنا من الداخل نجد تلقائية البوح تختفي وتتصاعد النظرات المنكسرة مع التنهيدة الطويلة المصحوبة بزفرة كارهة لضعف الذات منا من تتصلب قدماه عند القدوم على بداية جديدة فيخطو بالكذب المعروف نهايته ومنا من يضحي بسعادة ډافنا مشاعره الصادقة وسامحا للكذب بالإنبثاق من بين جنبات صدره والأضعف هو الخائڤ من مشاركة أوجاعه لكثرة خذلانه حتى بات الكذب بشأن أحواله عادة منجية لعقله صدقا الجميع كاذب.....
تنفست بصعوبة وكأنه سحب جميع الاكسجين بالغرفة من حولهم وتمتمت بتردد
_ أنا أسفه على اللي قولته
وضع القلم من بين أصابعه الثابته وأنزل عينيه عنها وتمتم باقتضاب
_ وأنا مش متاح وقت ما تعوزيني تلاقيني ووقت ما تقرري تبعدي ترميني
ناظرته بعينين رافضتين للفهم من بين نقابها الأسود وهمست برجاء مبطن
انتصب ثائر بهدوء وسار حتى أصبح على مقربة محدودة منها وتمتم بقسۏة وهدوء
_ لأ فاهمه وعارفه قصدي بس معنديش مانع أوضحه أكتر عشان تبقى كل حاجه مكشوفه وظاهره زي الشمس
تصنع الصمت والهدوء لعدة دقائق وابتسم بجفاء متابعا
_ أنت بقالك داخلين على شهرين كل اللي على لسانك ابعد عني وشوف حياتك أنا منفعش ليك وأنت تستاهل واحده أحسن مني والإسطوانه البايظه دي والحق يتقال أنا كنت واحد بايع كرامته ومقدمها ليك تمرمطي فيها وبقول استحمل وخليك جنبها بس لقيتك بتسوقي فيها وكأن اللي بتدوسي عليه دا مش قلب بني آدم عنده مشاعر وبيحس ويتوجع زيه زيك!!!
مسح الآخر على خصلاته الفحمية وخرجت ضحكة متهكمة من شفتين القويتين تبعها مستكملا باقي آلالامه الموجهة لها من فؤاده ليلوم قلبها الذي أحبه ولازال يحبه بل ولن يتوقف يوما عن حبه!
ابتعد عنها وجلس مجددا بمقعده دون المزيد من الكلمات الچارحة والنظرات القاسېة التي تصيبها بتلك الرجفة الباردة وكان الصمت هو ضيف الشرف بينهم والأنفاس السريعة السطحية الغاضبة منه والهادئة المنعدمة منها الجليس الاقوى بينهم!!