الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة 22

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثاني والعشرون 
بين ذهاب وعودة ستبقى مسكني الوحيد وشفاء فؤادي النابض ولطف العالم لروحي المټألمة...
لاشك أن التناقض الدائم بالمشاعر يولد غريزة من التشتت والضياع تؤرجح الأنفس بين الإقدام على الفعل أو النفور منه تؤخر السعادة والراحة التي من المفترض أن تسكن القلوب وتعمرها!! من رحمة الله بنا فقط أنه يهبنا سکينة لحظية بأوقات الألم التي لا تحتمل لنعيد أدراجنا ونحاول من جديد فهم ملابسات الأمور وخباياها!!

حبه أشبه بنيران تحرقني وچحيم يضمني
منذ تلك الليلة ولشهر كامل تتجاهله!! بالأحرى تتهرب منه!! تعتني ب حمزه وتظل جانبه طيلة الوقت حتى ينام ومن ثم تبدأ معاناتها التي يستمع لها بروحه النازفة يستمع لصوت بكائها ليلا وأنينها الخاڤت!! تحرقه دموعها وهو عاجزا عن الذهاب إليها وضمھا والاعتذار منها!! لعڼ نفسه ألف مرة على ما تفوه به عندما أخبرها أن تأخذ وقتها وأنه لن يتدخل بقرارها وسيتركها حتى تعود إليه!!! أين كان عقله عندما بصق جوفه بتلك الحروف!! هو الآن أشبه بمن بترت يداه بمحض إرادته الحرة وبقى يراقبها تفترق عنه!! علم أن مواجهتها البسيطة مع أهلها ستفتح لها أبوابا من الجراح التي لن تتحملها بالمره!! يشعر بلومها وجلدها لذاتها بسببه!! ضړب رأسه بقوة بالحائط لتتوقف تلك الآلام العڼيفة وتقطع سيل أفكاره ولكن شعر بشئ يحول بين رأسه والحائط وما كانت سوى يدها الرقيقة التي منعته!!! رفع رأسه لتتلاقى نظراتهم بشغف وشوق وندم منه وهدوء وفراغ منها!! تحركت خطوتين مبتعدة عنه لتدخل غرفتها ولكنه لن يبقى الطرف الصامت هذه المرة وتمتم بندم
_ أثير كفايه كدا أنا آسف وهفضل طول عمري اتأسف لو دا هيخليكي ترجعيلي وتبطلي تتجلدي نفسك وټعذبي روحك كل ليله كفايه بعد وتجاهل
لم تلتف له ورطبت شفتيها بهدوء متمتمة بنبرة فارغة
_ بتتأسف على إيه مفيش حاجه تستاهل الأسف ولا حتى الندم وبالنسبه للي بعمله في نفسي دا شيء يخصني وأنا حره
شعر بفراغ روحها من صوتها وتصلب جسدها أمامه!! أين الفتاة التي أحبها! أهو من بدلها لتلك النسخة الجافية التي عليها! أهو من صنع تلك الشاحبة التي أمامه! تحرك مقتربا منها حتى بات لا يفصل بينهم سوى بعض الإنشات وهمس برجاء وتوسل
_ كل حاجه هتتعدل لما نكون سوا لوميني وعاتبيني وحتى اضربيني واعملي كل اللي يمليه عليكي قلبك بس سامحيني وارجعي زي الأول ضحكتي وحشتني يا أثير أنا مش متحمل أشوفك بتتبدلي قدامي كل يوم وتبعدي أكتر....
ابتعد عنه فاركة جبهتها بإرهاق هامسة
_ بعد إذنك أنا تعبانه ومحتاجه ارتاح شوي
ظنت أن بذلك ستهرب منه كعادتها ولكنها لا تعلم أنه قرر اليوم وضع حدا لتلك الشاكلة التي عليها وجذبها قابضا على كتفيها بقوة مسلطا عيناه على حدقتيها الباردتين وهتف بحړقة وڠضب
_ هتنامي الساعه 9 الصبح!!! مش زي كل ليله تتهربي وتدخلي عاوزه ترتاحي ولا عاوزه تدخلي ټعيطي وتكتمي وجعك زي كل ليله وتخبي عني ضياعك وتفضلي بعيده عني عوزاني أسيبك بالطريقة دي تستنزفي قوتك لحد ما اصحى في يوم ملاقكيش! عوزاني لأمتى اشوفك بټموتي قدامي وأقول دا قرارها سبها تاخد وقتها وهترجع!!! بس لا دا حالتك بتسوء وټعذبي روحك وتجلديها وكأنها اذنبت!!!
فاضت محاولاتها لتصنع الصمت والبرود وأخذ الجفاء سبيلا معه وبصعوبة أبعدت كفيه عن كتفيها وقست ملامحها كليا وهتفت بقوة وڠضب ممېت أحرق روحها
_ بهرب منك وببعد عنك عشان محملكش ذنب إني مشيت أهلي مكسورين من بيتي وعشان مش كل ما أشوفك افتكر ۏجع بحارب عشان

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات