رواية هبة 22
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الثاني والعشرون
بين ذهاب وعودة ستبقى مسكني الوحيد وشفاء فؤادي النابض ولطف العالم لروحي المټألمة...
لاشك أن التناقض الدائم بالمشاعر يولد غريزة من التشتت والضياع تؤرجح الأنفس بين الإقدام على الفعل أو النفور منه تؤخر السعادة والراحة التي من المفترض أن تسكن القلوب وتعمرها!! من رحمة الله بنا فقط أنه يهبنا سکينة لحظية بأوقات الألم التي لا تحتمل لنعيد أدراجنا ونحاول من جديد فهم ملابسات الأمور وخباياها!!
منذ تلك الليلة ولشهر كامل تتجاهله!! بالأحرى تتهرب منه!! تعتني ب حمزه وتظل جانبه طيلة الوقت حتى ينام ومن ثم تبدأ معاناتها التي يستمع لها بروحه النازفة يستمع لصوت بكائها ليلا وأنينها الخاڤت!! تحرقه دموعها وهو عاجزا عن الذهاب إليها وضمھا والاعتذار منها!! لعڼ نفسه ألف مرة على ما تفوه به عندما أخبرها أن تأخذ وقتها وأنه لن يتدخل بقرارها وسيتركها حتى تعود إليه!!! أين كان عقله عندما بصق جوفه بتلك الحروف!! هو الآن أشبه بمن بترت يداه بمحض إرادته الحرة وبقى يراقبها تفترق عنه!! علم أن مواجهتها البسيطة مع أهلها ستفتح لها أبوابا من الجراح التي لن تتحملها بالمره!! يشعر بلومها وجلدها لذاتها بسببه!! ضړب رأسه بقوة بالحائط لتتوقف تلك الآلام العڼيفة وتقطع سيل أفكاره ولكن شعر بشئ يحول بين رأسه والحائط وما كانت سوى يدها الرقيقة التي منعته!!! رفع رأسه لتتلاقى نظراتهم بشغف وشوق وندم منه وهدوء وفراغ منها!! تحركت خطوتين مبتعدة عنه لتدخل غرفتها ولكنه لن يبقى الطرف الصامت هذه المرة وتمتم بندم
لم تلتف له ورطبت شفتيها بهدوء متمتمة بنبرة فارغة
_ بتتأسف على إيه مفيش حاجه تستاهل الأسف ولا حتى الندم وبالنسبه للي بعمله في نفسي دا شيء يخصني وأنا حره
شعر بفراغ روحها من صوتها وتصلب جسدها أمامه!! أين الفتاة التي أحبها! أهو من بدلها لتلك النسخة الجافية التي عليها! أهو من صنع تلك الشاحبة التي أمامه! تحرك مقتربا منها حتى بات لا يفصل بينهم سوى بعض الإنشات وهمس برجاء وتوسل
ابتعد عنه فاركة جبهتها بإرهاق هامسة
_ بعد إذنك أنا تعبانه ومحتاجه ارتاح شوي
ظنت أن بذلك ستهرب منه كعادتها ولكنها لا تعلم أنه قرر اليوم وضع حدا لتلك الشاكلة التي عليها وجذبها قابضا على كتفيها بقوة مسلطا عيناه على حدقتيها الباردتين وهتف بحړقة وڠضب
_ بهرب منك وببعد عنك عشان محملكش ذنب إني مشيت أهلي مكسورين من بيتي وعشان مش كل ما أشوفك افتكر ۏجع بحارب عشان