رواية هبة 28
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الثامن والعشرون
مضى اليومان بأثقالهم عليها كدهر من التوتر والتردد! بين كل ثانية تراقب الوقت ولم تخضع عينيها لراحة بالنوم أو يتوقف عقلها عن التفكير به أو بما سينتج من قرارها الأهوج!! بعد طول تفكير توصلت لذلك القرار الجريء وكلها أملا بتصحيح فعلتها الشنعاء بحقه وحق آلالامه التي لازمته بسببها أهذا الخواء الذي تشعر به من فرط حماسها أم أن قلبها الأجوف اعتاد الوحدة ولم يعد يصدق حقيقة ما هو مقدم عليه!! أغمضت عينيه لوهلة تستجمع شتات روحها التي تهلل فرحة وخوف من مصير قرارها ومن ثم أفرجت عن قزحيتين لامعتين بالدموع المنكسرة التي تهدد بالسقوط وهي من قررت سابقا حجب ذلك الحزن والضعف والسير على خطوات القوة والعزيمة رافضة الخنوع لجدرانها المتهالكة!! القليل منا من يحظى بسعادته الخاصة مع من يحب ويرغب ولذلك هي متوترة صحيح!! هذا ما أقنعت عقلها الرافض للواقع ونهضت تلتقط ثيابها استعدادا لبدء خطواتها الفاصلة بينهم!!
_ أيه يا عروسه الراجل زمانه خلل وهو مستني!
كان ذلك الصوت هو الأقرب والأحب لقلبها ومن سواها صديقتها الأولى ورده مصدر إلهامها وإرشادها وراحتها معا!! تلك الفتاة الحنونة التي أبت تركها ضائعة بأول مرة لاقتها وبالثانية وقفت جانبها ودعمتها بقرارها وها هي فعلته!! يقولون الأصدقاء متقلبون كما القلوب منهم الذاهب ومن الوافد ولكنهم نسوا أن منهم الأوفى! منهم الاحن!! الأصدق والأحب!! منهم الملائم للقلب والمرافق للروح!! منهم من يجعل الطمأنينة تتسرب إليك فور سماع وقع نبرته!!
_ زي القمر يا هبه وأنت هبة لأي حد تدخلي حياتي
ابتسمت هبه بخجل وظفرت عينيها بعض العبرات الممتنة وهمست بحشرجة مطمئنة
ابتسمت ورده بطيبة وحب لتلك الفتاة الملائكية التي دثها القدر لها بين طياته لتكون رفيقتها الأولى وملجأها بهذا العالم تخصرت بغيظ من تأخرهم بعدما أبصرت الساعة وهتفت بحنق
_ يلا في راجل مستني تحت غير عريس الغفلة بتاعك
لكزتها هبه بخصرها بضيق من نعتها له بهذا اللقب المسيء!! وهتفت بخجل
دفعتها ورده بحدة مصطنعة ومرح للخارج مرددة
_ الحب وعمايله
وقفت أمام المرآه تضع لمساتها الأخيرة وابتسمت بثقة لهيئتها التي رغم بساطتها إلا أنها راقتها كثيرا بثوبها الأزرق الهادئ بثناياته الخفيفة التي أخفت قوامها الزائد وشعرها المسترسل بنعومة على طول ظهرها رفعت حقيبتها وسارت للخارج ولكن أوقفها صوته الهادئ
ابتلعت أثير لعابها بقلق من كشفه لخطتهم التي بظنها حربية!! ودارت بجسدها له متصنعة البراءة واللطافة الزائدة بإعتقادها أنها لا تشبه الجرو الصغير المترجي لصاحبه!! تنفست بتوجس من ردة فعله الهادئة وابتسمت بتوتر مجيبة بكذب
_ متفقة نتقابل أنا وهبه وورده
لوى راكان فمه بسخرية متذكرا تحولها الجذري بعد زيارتها لهاتين اللعينتين وخاصة تلك الشرسة المسماة ب ورده التي لم تترك فرصة إلا وتبرع بحړق أعصابه وقصفه وجعله أضحوكة للجميع!! تنهد بحنق مردفا بنفي
_ لا مفيش نزول
تلاقى