الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة 29

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع والعشرون
أخبرني هل ستظل دليلي! 
أجيبني هل ستبقى سبيلي! 
حادثني هل دوما ستكون معيني! 
هل يوما ستهجرني بين ظلمات فؤادي! 
أدوما ستكون قبضتك بقوتها تحتوي ضعف أناملي المرتجفة! 
ناظرني واهمس بدفء ألقلبي الواهن نصيبا من الراحة بقربك! 
دائما ستراني إن احتاجتني واجتاحتك رغبة برؤيتي ولكن ألروحي ذات المطلب منك!

سارت بجانبه وقلبها ينبض بقوة لكن ليس خوفا أو قلقا تلك المرة بل سعادة من وجوده!! أصبحت زوجته وجانبه ولا تتمنى أكثر من ذلك! احتضنت ذراعه القريبة منها ومالت برأسها على كتفه عندما دلفت السيارة وهمست بحب
_ أنا لسه مش مصدقه!
تصنع ثائرالتفكير لعدة لحظات وهتف بعدها بمكر
_والله هو في طريقه تصدقي وأنا ھموت واعملها بس بقول نخليها بعد الفرح!
فهمت مخزى حديثه فابتعدت عنه بخجل وهمست
_افتكرت محترم علفكرا
رطب ثائر شفتيه بحركة درامية وتمتم بوقاحة
_ والله أنا مؤدب وزي الفل مع الكل إلا أنت!
عضت على شفتيها بتوتر من تلك المشاعر ابتي تختبرها للمرة الأولى وهمست بنعومة 
_ هو إحنا هنعمل فرح! 
هتف ثائر بلا تردد
_ دا سؤال ولا جواب
أجابته بحب
_ هتفرق! 
ناظرها بعشق واحتضن كفها وهمس بصدق وقوة
_ لا بس الاتنين واحد لأنه لو جواب يبقى مفيش كلام فيه بس لو سؤال يبقى الإجابه ايوه طبعا يعني بذمتك حد يبقى معاه قمر واتعذب واتمرمط على ما وصله كدا وميعملش فرح!! 
أدمعت عينيها تأثرا بما قال ولكنها تمتمت بهمس
_ بس أنا مش عاوزه!
أنزل يديه من على المقود بتعجب من حديثها الذي لم يصدمه كثيرا فهو توقعه! بحثت يداه عن كفها المرتجف واحتواه بحب وانشق ثغره عن بسمة دافئة وحانية وهمس بحب 
_ وإيه يمنع الفرح ليه مش عاوزه تفرحي زي البنات وتلبسي فستان أبيض وتضحكي من قلبك إيه المانع إنك تسيبي قلبك يا عيوني
وحدت سبيلها الوحيد هو الضغط على كفه وكأنه جسدها وكم تتمنى ذلك حقا أن تختبئ داخل ذراعيه أعطت جفنيها راحة لحظية ليمنعا دموعها من الانهمار وهمست بعد فتحهم
_ مش حابه الفرح كفايه عليا إنك معايا وخلاص مليش في جو الأفراح والدوشه دي
ضيق عينيه بتوجس ومط شفتيه بعدم اقتناع من حديثها الغير مألوف له ولكنه هز رأسه بتفهم وربت فوق يديها وتمتم بحب
_ اللي عوزاه ديما هيكون يا حبيبتي 
ابتسمت باتساع لحبه الذي لا يترك فرصة إلا ويجهر به لها بل وللجميع من حولهم ولا يخجل من البوح به واجتاح قلبها بهجة ورضا عما عوضها الله به وتلاقت نظراتهم لوقت ليس بقصير كلا يقص حكايته التي أدخرها بغموضها عن الآخر وداخلهم عزيمة قوية للكشف عنها ووضعها بين ثناياهم لمعت نظراتهم بعشق لاز معركته وها هي غنائمه من المعركة التي ضحى بالكثير للفوز بها! هي وبسمتها ووجودها وعبقها الآخاذ!!
أخفض رأسه ليلثم باطن كفيها معا بقبلة مطولة بث بها امتنانه لقلبها وعشقه الجارف لروحها الطيبة التي جذبته بقوة نحوها دون محاولات منها وجهه نظره للطريق وقاد السيارة بسعادة بعد مدة طويلة كان يتخذها مسكنا لأوجاعه وصمته والبعد عن العالم الذي لا يضمها معه بعد مدة توقف أمام بنايته ودار بنظراته لها مردفا بحزم
_ دلوقتي هنطلع نسلم على ماما ورؤى عشان وحشتيهم ونرجع على بيتك تجيبي رحمه وحاجتك وترجعي شقتنا يا هبه
وزعت نظراتها بينه وبين الطريق الفارغ رغم أنها لم تتجاوز الثامنة وتمتمت ببسمة متوترة
_ اللي تشوفه أنا معاك فيه
هز رأسه بنفي قاطع وغمغم بحنان وصدق
_ مفيش حاجه اسمها اللي تشوفه أنا بأخذ رأيك واللي أنت عوزاه هيمشي
ابتسمت له بحب وترجلت

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات