رواية هبة بارت 18
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الثامن عشر
قهر الرجال... وما بشاعته وعمق ألمه... هل الدموع للأنثى فقط! ألا يحق لهم البكاء ولو خلسة! أليسوا بشړا وداخل صدورهم عضلة بحجم قبضة اليد تدخر الألم! هم الأقوى والأقوم... وكذلك الأبشع والأكثر ألما عندما يتطلب الأمر...
ترك جسده أسفل المياه الدافئة مغمضا عيناه بقوة وكأنه يهرب من هواجسه التي تقتله لم تنقبض عضلة واحدة من جسده فقط استعمل الأرتخاء وقلة الحيلة وتقبل الأمر حديثها صوتها ملامحها عينيها وما أدراك ما عينيها هل تلك الحدقتين تمعنوا به بحب ذات يوم! هل نبت حبه بقلبها ولو للحظة عابرة! من تلك التي كانت نصبت عودها أمامه بقوة وكبرياء! أتلك زوجته التي أحبها وسار بها على خطوات الثقة والحب! أتلك طفلته المدللة التي كان يضع قلبه أسفل قدميها! أهذه الفتاة الغريبة وقعت له! كيف! وكل شاردة وواردة منها أثبتت أنها نزعته! أجل نزعت حبه من قلبها بل ودفنت بقايا الجذور رافضة خروجها للحياة مجددا! هل أستحق كل ذلك الألم لخطأ عقب عليه من أمد! ندم! بكى! قهر! تحسر! وتاب... أغلق المياه وتنفس بقوة مخرجا الهواء المؤلم من بين طيات قلبه النازف لم يكلف نفسه عناء تجفيف جسده بل ارتدى ثيابه وخرج لم يتوقف عقله اللعېن عن جلده وكأنه يستحق ذلك! هي من تركته... هي من أرادت الطلاق ومجرد أن وافقها ابتسمت وكأنها حصلت على طوق نجاتها وخرجت!! لم تضمه! لم تبتسم له لأنه عاد من حپسه بل فقط خرجت! خرجت تاركة قلبه يبكي دما وروحه تصرخ من قوة جلدها له وجسده الضعيف يطالب بوجودها!!
رمى بجسده على الفراش بإهمال وشردت نظراته بسقف الغرفة المظلمة من حوله لم يحب الظلام بيوم ولكنه اعتاد عليه لا يعلم كيف تصنع النوم عندما استمع خطوات يعلم صاحبها تقترب منه...
دلف ثائر بصمت مشعلا الإضاءة وجلس على الفراش على مقربة منه يراقب تصنعه للنوم واستسلامه الغير مقبول بعدما ذهبت أثير بعد سماعه موافقته ولم تنتظر أي إجابة أخرى منه غادر هو الآخر لشقته بخطوات مېتة وجسدا آلي حمحم بضيق وهتف متسائلا
لم يفتح الآخر عيناه وإنما اهتز رأسه من ضحكته المتهكمة وتمتم بعبث وكأنه خال من الآلام التي كادت تمزقه!
_ أنت بتقول فيها ما أنا هبقى مطلق فعلا... يخربيت بوزك الفقر
ابتسم ثائر بسخرية وانحنى بجزعه العلوي جاذبا إياه من قميصه النصف مفتوح وهتف بتوعد
أنزل راكان يديه عنه بتعب وناظره بعينيه المظلمتين وأردف باستسلام
_ تفتكر مكلمتهاش! متأسفتش! مشرحتش! عملت كل دا وعارف إني غلطان بس دا كان ماضي! ماضي اتعاقبت عليه ودفعت تمنه ولسه بدفع تمنه وهي بكل برود عاوزه تنهي!
_ بكل برود عاوزه تطلق! عاوزه تسيبني على حاجه مليش ذنب فيها! عمري ما كنت ضعيف غير معاها ولا بكيت غير بسببها! عمري ما حبيت غيرها ولا قلبي دق عشان واحده غير ليها!! استنيتها تكون جنبي ولو لمره! كنت عاوزه تفهم إنه مش ذنبي! وحتى لو ذنبي كان ماضي وخبيته عشانها! خبيته عشان متتوجعش!! خبيته عشان عارف إن دا هيحصل!! بس كان جوايا أمل إنها تفهم! تحس بيا!! بس..
انخفضت نبرته وطغى