الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة 19

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع عشر 
.
أغلق المصحف ووضعه برفق جانب صغيره! صغيره النائم بعيدا عنه منذ اسبوع بعالم آخر عجز هو عن إعادته لا يعلم ما أصابه عندما هاتفه ثائر يخبره بالحاډث! تخلله شعورا لا إرادي من الندم والاحتقار الذاتي لقد أجرى التحاليل اللازمة ليتأكد كون ذلك الفتى الغافي هو ولده! بقسوته وقذارته نفى فلذة كبده الوحيد بعيدا عنه لعشرة أعوام تنهد مغمضا عينيه بل هي أجفلت من تلقاء نفسها لم يزوره النوم منذ أكثر من اسبوع! يكفيه منظر ولده بجسده الصغير المغطى بالډماء ونظراته الفارغة المنافية للحياة وغير الراغبة بالمواصلة! أحقا يرغب بالمۏت!! لقد أخبره الطبيب أن حمزه هو من يريد ذلك! من يريد الاختباء بعالمه الخاص ولا يرغب بالعودة لعالمهم! لم يسعفه الوقت لتركه والذهاب ل والدته ليعلم بما ملأت رأسه! وضع رأسه بتعب على الفراش بجانبه مختلسا بعض الدقائق ليرتاح عقله ولكنه ما لبث أن ابتسم عندما استنشق رائحتها وصوت خطواتها المتوترة أكمل اصطناعه للنوم عندما شعر بها تقترب منه وتهمس بحنان لم يختفي حزنها منه 

_ هيبقى بخير صدقني الدكتور قالي أنه قوي وبيدافع بجسمه بس رافض الواقع وحابس روحه خليك قوي عشانه
همت بالذهاب ولكنه جذبها بقوة ډافنا وجهه بصدرها وهمس پاختناق 
_ خليكي هنا... متمشيش
ابتسمت أثير بحزن وحاوطت رأسه لجسدها وهمست 
_ أنا هنا لحد ما يفوق بس خليك أنت قوي هو محتاجك أكتر من أي حد
شعرت بهزته النافية أمام بطنها وتبعها صوته المتقطع پخوف 
_ معرفش هيتقبلني ويسامحني ولالا ثائر قالي إنه مبيتكلمش مع حد وفي حاله
ابعدت رأسه عنها وانحنت جالسة أمامه بحب مكورة وجهه بين كفيها وهمست بنعومة وصدق 
_ هيسامحك ويحبك مش مجرد كلام لا لأنه مش مخير أنت باباه والوحيد اللي باقي ليه دلوقت والوحيد اللي هتحاوطه بحبك وحنانك معرفش حمزه مر بإيه ولا شوفته قبل كدا بس أنا حاسه بحزنه من بعده لازم تعافر عشان تسكن قلبه مش كل يوم الحياه بتدينا فرصه نكفر بيها عن أخطاءنا ونتعلم منها... 
جذب راكان كفيها بين خاصته وأخفاهم پخوف أمام صدره وغاص بنظراته القاتمة بين عينيها الغائمتين وتمتم برجاء 
_ بتمنى مصدر قوتي يفضل معايا عشان أقدر أكمل هكون جنبه ومعاه بس خليكي جنبي
ابتعدت عنه بارتباك ورسمت بسمة زائفة وهتفت بتعلثم 
_ أنا راحه... الجامعه.. عشان في اختبارات النهارده ليا...
ابتسمت بحزن معتصرا عيناه لهروبها الذي بات واضحا منه ولكنها تستحق محاولاته! لن يتوانى عن دعم قرارها وخاصة عندما أجلته حتى يستفيق حمزه ولم تغادر نهض مقتربا منها حتى بات أنفاسه تتصدى بخصلاتها الڼارية ا همس بصدق ومشاعره تتضارب 
_ كنت محتاج كدا صدقيني وإلا كنت هضيع
أغمضت عينيها بضعف من قربه الذي يعيد لها الكثير من المشاعر التي تجاهد لحجبها والتفتت لتتلاقى عيناهم بنظرات ضعيفة نادمة معاتبة عاشقة ومشتاقة ولكنها جمدت كل تلك العواطف واختطفت قبلة لحظية من خده وجذبت حقيبتها مسرعة للخارج حتى لا تتلف أعصابها بحضوره وتضطر لمواجهة مشاعرها من جديد معه... 
وقفت هبه ترتب ثيابها وعينيها شاردتين كقلبها لم تهاتفه منذ حاډثة حمزه ولم تسمح له بذلك بل عندما يأتي لا تخرج للقائه بل تضع الأعذار الواهية التي أصبح يعرفها ولكنه يأتي رغم ذلك! حملت نفسها ذنب ما أصاب ذلك الصغير الذي لم يسعد بحياته وعندما ابتسمت له ليصبح مع والده أتت هي لتغفل عنه ليقع وسط دماؤه ويختفي عقله في عالم موازي لهم أدمعت عينيها عندما تذكرت لهفة راكان والده الذي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات