رواية هبة 19
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل التاسع عشر
.
أغلق المصحف ووضعه برفق جانب صغيره! صغيره النائم بعيدا عنه منذ اسبوع بعالم آخر عجز هو عن إعادته لا يعلم ما أصابه عندما هاتفه ثائر يخبره بالحاډث! تخلله شعورا لا إرادي من الندم والاحتقار الذاتي لقد أجرى التحاليل اللازمة ليتأكد كون ذلك الفتى الغافي هو ولده! بقسوته وقذارته نفى فلذة كبده الوحيد بعيدا عنه لعشرة أعوام تنهد مغمضا عينيه بل هي أجفلت من تلقاء نفسها لم يزوره النوم منذ أكثر من اسبوع! يكفيه منظر ولده بجسده الصغير المغطى بالډماء ونظراته الفارغة المنافية للحياة وغير الراغبة بالمواصلة! أحقا يرغب بالمۏت!! لقد أخبره الطبيب أن حمزه هو من يريد ذلك! من يريد الاختباء بعالمه الخاص ولا يرغب بالعودة لعالمهم! لم يسعفه الوقت لتركه والذهاب ل والدته ليعلم بما ملأت رأسه! وضع رأسه بتعب على الفراش بجانبه مختلسا بعض الدقائق ليرتاح عقله ولكنه ما لبث أن ابتسم عندما استنشق رائحتها وصوت خطواتها المتوترة أكمل اصطناعه للنوم عندما شعر بها تقترب منه وتهمس بحنان لم يختفي حزنها منه
همت بالذهاب ولكنه جذبها بقوة ډافنا وجهه بصدرها وهمس پاختناق
_ خليكي هنا... متمشيش
ابتسمت أثير بحزن وحاوطت رأسه لجسدها وهمست
_ أنا هنا لحد ما يفوق بس خليك أنت قوي هو محتاجك أكتر من أي حد
شعرت بهزته النافية أمام بطنها وتبعها صوته المتقطع پخوف
ابعدت رأسه عنها وانحنت جالسة أمامه بحب مكورة وجهه بين كفيها وهمست بنعومة وصدق
_ هيسامحك ويحبك مش مجرد كلام لا لأنه مش مخير أنت باباه والوحيد اللي باقي ليه دلوقت والوحيد اللي هتحاوطه بحبك وحنانك معرفش حمزه مر بإيه ولا شوفته قبل كدا بس أنا حاسه بحزنه من بعده لازم تعافر عشان تسكن قلبه مش كل يوم الحياه بتدينا فرصه نكفر بيها عن أخطاءنا ونتعلم منها...
_ بتمنى مصدر قوتي يفضل معايا عشان أقدر أكمل هكون جنبه ومعاه بس خليكي جنبي
ابتعدت عنه بارتباك ورسمت بسمة زائفة وهتفت بتعلثم
_ أنا راحه... الجامعه.. عشان في اختبارات النهارده ليا...
ابتسمت بحزن معتصرا عيناه لهروبها الذي بات واضحا منه ولكنها تستحق محاولاته! لن يتوانى عن دعم قرارها وخاصة عندما أجلته حتى يستفيق حمزه ولم تغادر نهض مقتربا منها حتى بات أنفاسه تتصدى بخصلاتها الڼارية ا همس بصدق ومشاعره تتضارب
أغمضت عينيها بضعف من قربه الذي يعيد لها الكثير من المشاعر التي تجاهد لحجبها والتفتت لتتلاقى عيناهم بنظرات ضعيفة نادمة معاتبة عاشقة ومشتاقة ولكنها جمدت كل تلك العواطف واختطفت قبلة لحظية من خده وجذبت حقيبتها مسرعة للخارج حتى لا تتلف أعصابها بحضوره وتضطر لمواجهة مشاعرها من جديد معه...