رواية هبة 21
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الحادي والعشرون
مرارة الفؤاد وقت التوسل والرجاء تتخطي مرارة العلقم
حفنة من التخيلات والهواجس والصراعات تطرح بالعقل سامحة للصراع الداخلي بالنشوب والهياج معطية إشارة لجلد الذات والندم وخيبات الأمل بالتصاعد للحلق ثاقبة شعيراته الرفيعة وضاربة باعتراضات القلب عليها!!
لا مجال للهرب من تلك الحروب الناشبة سوى بضمھا لصفوف العقل وإخماد ثورتها المضادة فهي أقوى من الغزاة المستعمرة للأوطان!! التشتت الناتج عن تبعات الأمور هو من يجعلنا نصرخ ليلا طلبا المواساة والهدوء لعلنا نرحم!! الأمر أشبه بمحاولة التحكم بالهواء بين قبضتك!!
وضعت رأسها بتعب على كفه وأغمضت عينيه متخيلة إفاقته بل وضحكته كيف أحبته وكأنها صغيرها! وكأنها من أنجبته! كيف تقبل قلبها هذا الصغير لا تعلم! هي بالأصل ليست حاقدة أو كارهة له على العكس هي تعتبر نفسها والدته! شعرت بحركة خفيفة أسفل رأسها ولكنها ظنت أنها تتوهم ولكنها شعرت بأصابع صغيرة تمسح على شعرها!! رفعت رأسها كما تتوسله أن لا يخذلها منتظرة أن يكون هو وليست متوهمه!! تساقطت دموعها بفرحة عندما طالعها ببسمة خفيفة لم تصل لعيناه!! وضعت كفها على فمها پصدمة وسعادة غير مصدقة بأنه أفاق!! صغيرها عاد!!! ضغطت على زر استدعاء الطبيب من جانبه وساعدته بسعادة ليجلس على الفراش وكانت تحارب قلبها حتى لا تحتضنه! هي لا تعلم ماهية شعوره نحوها! هل سيتقبلها مثلما فعلت هي! سيحبها ويظل بجانبها! وسط أسئلتها لم ترى نظراته الهادئة التي رمقها بها ورجاءه لها! تلاقت نظراتهم لبرهة قطعها هو برفع ذراعيها كدعوة صريحة لها بضمھ!! لم تنتظر بل ضمته بقوة وكأن حياتها تعتمد عليها حتى أخفت جسده الصغير داخل صدرها وتابعت دموعها السقوط على خصلاته!! مضت عدة دقائق لم تفصل عناقهم حتى دخل الطبيب ليفحصه وابتعدت مضطرة ولكن عينيها لم تبارحه وهو أيضا!! تنفست بهدوء بعد فترة عندما انتهوا من فحصه وغادر الجميع اقتربت جالسة منه ووضعت طاولة الطعام الصغيرة أمامهم ولم تختفي بسمتها السعيدة وكأنها حصلت كل أمانيها!! أطعمته بحب وصدق وكأنها والدته حقا! ما أقلقها هو صمته فقط يعطيها نظرات!!!