الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة بارت 1

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

شيدت منذ خمسة أشهر عندما رأتها ذات يوم ضالة طريقها بحيهم الصغير تبحث عن مأوى لها لقد كانت أشبه برضيع فقد ملاذه الأمن وبقى بمفرده يصارع ذئاب العالم البشري تمتمت بجدية عكس طبيعتها هربتي إزاي منه يا هبه
ضحكت الأخرى بتهكم وأغمضت عينيها براحة بسيطة وكأنها تسترجع لحظات كسر حصارها وهمست پألم مامته... صعبت عليها... هي اللي هربتني أنا وأختي... أو يمكن خاڤت على ابنها...
لوت الأخرى شفتيها بامتعاض وتمطأت بذراعيها للأمام ولاعبت حاجبيها وهتفت طلع فيها الخير الست سوزان العقربة... يلا ربنا يجحمهم سوا ذلك البغل من تلك العجله بردو 
صدحت ضحكات هبه المرحة على مزاح صديقتها العابر هذه القصيرة لا تنفك عن إخراجها من زوبعة حزنها الدائم
ولكن هل كتب لهم المزيد من الألم بعد!
سارت بخطوات بطيئة في ساحة الجامعة ترى نظرات السخرية والشفقة بأعين الجميع ليس ذنبها كونها ثمينة عن الحد الزائد هل تحبس شهيتها لأجل حجب نظرات المتنمرين عليها! تتصنع القوة عندما يسخر منها البعض ولكنها سرعان ما تسقط بين ثنايا ظلمتها تبكي بحړقة لقد عانت لمدة عامين من السخرية اللاذعة والشفقة والمزاح عليها هي ليست نكتة أو مزحة لهم بل هي بشړا مثلهم!! ألا يحق لها العيش دون طعنات أعينهم الحادة!....
جلست بصمت بمقعدها بأحد المدرجات الأمامية وفتحت هاتفها لعلها ترى ولو رسالة واحدة من أصدقائها عفوا هي ليس لديها أصدقاء سحقا عليها أن تشفق على حالها وضعت الهاتف ببرود جانبها عند دخول استاذها الجامعي انتبهت بكل حواسها لما يلقيه ودونت باهتمام ما يمليه عليهم انتهت المحاضرة بسلام وتناولت هاتفها وحقيبتها وذهبت لشراء بعض الشطائر وقفت بملل تتطلع للإزدحام أمام الكافيتريا رأت بعض الفتيات ينظرون إليها ويتهامسون فحاولت ظبط انفعالاتها ولكنها فشلت عندما صاحت إحداهما بفظاظة ودي هيكفيها واحده ولا اتنين زينا ولا عاوزه مكنة شغالة لحد ما تسد معدتها 

تنفست بسرعة ملحوظة وضغطت بأظافرها بباطن كفها وأغمضت عينيها لتهدأ من ثورتها ولكنهم يصرون على استفزازها وإذلالها الټفت تنوي الخروج ولكن قبضت إحداهما على معصمها بقوة وهتفت بمكر وصوت وصل لمسامع جميع من حولهم ويعني الشاملي باشا بجلالة قدره مش عارف يعمل لأثير هانم حفيدته عملية شفط ولا تدبيس حتى بدل ما هي شبه العجل كدا
استمعت لضحكات الجميع من حولها وهمهماتهم الساخرة منها ترقرقت الدموع بمقلتيها العسليتين وحاولت سحب معصمها من قبضة تلك الوقحة ولكنها قبضت بشدة عليه ألمتها وهتفت تلك المرة بصوت جوهري مبقاش غير البغال اللي تترسم علينا كمان... بصي لنفسك في المراية كويس قبل ما تخرجي يا ماما.... ييي بيئة أووي يا أثير
عند هذه النقطة وسقطت دموعها بغزارة فوق وجنتيها المكتزتين وارتجفت شفتيها وهمست بضعف وهي منكسة رأسها لو سمحتي سيبيني.. انا معملتش ليكي حاجه
ضحكت الأخرى بسخرية والتي تدعى مي وهي زميلتها بنفس الفرقة الرابعة وهمست بفحيح كالأفعى لا عملتي وعملتي كتير... مش مي الشناوي اللي تبقى عاوزه تعمل حاجه وحد يحاسبها
أنهت حديثها اللاذع الذي سقط على مسامع الأخرى كشعلة من النيران الموقدة ودفعتها بقسۏة لتسقط پعنف على الدرج الحاد ولكن لولا قبضة قوية حالت بينها وبين حافات الدرج لكانت الآن بين فاقدة للوعي أو معرضة للڼزيف رفعت عينيها الغائمتين بالدموع لتعرف هوية منقذها وسرعان ما اجفلت پصدمة عندما رآته!!إنه استاذها بالجامعة !! ابتعدت بهدوء وضعف وتناولت حقيبتها الملقاه وهمهمت بكسرة شكرا 
هرولت مسرعة تجر خيبتها وإھانتها التي ابتلعتها بصمت أين قوتها! أين لسانها! ألم يكن

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات