الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة بارت 1

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

يا روح أمك وبتستغفليني! 
تكورت على نفسها بجانب الفراش بثوب زفافها الملطخ بدماء كرامتها المذبوحة وتمتمت بكسرة مش بمزاجي... قولتلك لازم تعرف وتشوفني وأنت قولت لا... 
انحنى وأمسكها من نقابها الأبيض وحجابها ونزعه پعنف لينسدل شعرها الغجري بتموجاته الكامنة وقبض عليه بقسۏة كادت أن تقتلعه وصاح پحقد مش فاضل الاحمدي اللي تضحكي عليه يا قڈرة... ورحمة أمك لاندمك وأخليكي عبرة لأي واحدة من جنسك الژبالة
هزت رأسها پعنف ودموعها تهطل بغزارة لعلها تشفي جراح قلبها وهمست بخفوت ومرارة أنت اللي قولت عاوز واحده تصون بيتي... ميهمنيش الشكل... جنسي اللي مش عاجبك دا أنت جيت بفضل واحده منه
أيقظت شياطين لبه وأشعلت فتيل غضبه لدرجة وصلت شرارات غضبه لأنفاسها وصوته الحاد الذي ارتجف جسدها له و ثم لم يرحمها بل ابعد وجهه عنها بإشمئزاز وهسهس بفحيح كالأفعى بتساوي نفسك بأمي... مشوفتيش شكلك في المراية!... أنت بأي عين بتتكلمي أصلا... اللي زيك ملوش أي حق
تأوهت بصوت حاد وكم کرهت روحها التي احبته ولكن ليس وهو يشمئز منها وينفر وكأنها طاعونا سيصيبه ابتلعت غصة متحسرة بحلقها وخرج صوتها الواهن صدقني هتندم... أنتمش بني آدم أنت مسخ... متقربليييش.... أنا بكرهك...
أنا هوريك المسخ دا هيعمل إيه....أنا بقرف أقربلك أصلا.... مش أنا اللي أبص لواحده مشوهه
ختم قوله بسحبه لحزام بنطاله الجلدي أمام ناظري تلك المسكينة التي كسرت فرحتها بليلة زفافها.... وأمام عينيها المصدومتين مما تصوره شياطينها الخائڤة!!!!... 
عادت من شرودها على صوت صديقتها وردة تلك الفتاة التي تصغرها بعام واحد ولكنها مثلها هي الراعي الوحيد لعائلتها رقيقة رغم لسانها السليط تعرفت عليها صدفة عندما أتت بمحنتها لتبحث عن مسكن لها عندما قررت الهروب من جلادها الغليظ ابتسمت وسط دموعها التي تهطل أسفل نقابها الأسود وهمست بتحشرج كنت بټعيطي لي
ابتسمت الأخرى بسخرية لصديقتها الساذجة وتمتمت بتهكم خلي سؤالك لنفسك
مطت شفتيها الشاحبتين أسفل نقابها وهمست بصوت يحمل بين طياته مرارة الأيام نفسي تعبت.... ياريت الزمن يرجع بيا
جلست وردة على الكرسي المقابل لها واستندت بمرفقيها على المكتب وهتفت حتى لو الزمن رجع كنت هتحبيه.... فاضل كان جزء منك.... متنكريش إنك اتعلمتي الدرس 
غامت مقلتيها بسحابة حزينة وشبكت كفيها للأمام وتمتمت الفضل الوحيد اللي خلفه وراه هو إني بقيت قوية كفاية أخلي أي حد يقرب مني أو من أختي أكله بسناني... حتى لو هو.. 
مطت وردة شفتيها للأمام وتمتمت باستنكار يعني بطلتي تحبيه يا هبه!
صدحت ضحكاتها الساخرة وتحجرت دموعها وهتفت پحقد أحبه! في مسجون بيحب سجانه!... في مظلوم بيحب الظالم اللي دمره! .. دا انا أحرق قلبي لو لسه حتى بيفكر فيه بالطريقة دي 
ابتسمت وردة بحنان ومدت كفها تربت فوق كف صديقتها وهتفت بتأكيد ربنا هيعوضك... أنت شوفتي كتير في الكام شهر اللي فضلتي على ذمته فيهم... ربنا ما يكسبه أبدا فاضل ابن سوزان 
ضحكت هبه بخفة على حديث صديقتها المشاكسة وهمست بوهن شبه امه... كان بومه زيها... معرفش كنت اتعميت وحبيت الحلوف دا إزاي... داهيه تقطعه هو وأمه
ضحكت وردة بصوت عال على مزاح صديقتها المصطنع وهتفت بمرح النهايات أخلاق يا سعدية... عيييب بردو دا كان جوزك في يوم... 
ابتلعت غصة مريرة بحلقها الجاف عندما ذكرتها بأنها كانت على اسمه بيوم ما.. حاولت رسم بسمة مزيفة على شفتيها وهتفت بلامبالاة وأنا بلا اخلاق....
أشفقت على ما عانته تلك الرقيقة التي رغم ما مرت به مازال قلبها بنقاؤه وعفته تذكرت صداقتهم التي

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات