رواية هبة بارت 5
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الخامس
أحدهم قبض بكفيه على خافقي ليريحه من قتامة العالم أحدهم خلق ليسكن ثنايا كياني الضعيف فأحببت الكون لأجله هو فقط ولو بعد مئة عام من الظلام هو وقلبه
صاعقة جعلته يلتف ناحية الصغيرة بنظرات مبهمة حول ما تفوهت به كيف أنها من شوه شقيقتها! من المؤكد أنها تمزح بحديثها معه ابتسم بتوتر وتمتم أكيد بتهزري يا رحمه
هزت رحمه رأسها بنفي وإصرار وتحدثت بتأكيد لا أنا اللي وقعت الزيت المغلي عليكي وأنت قاعده في المطبخ وأنا اللي بسببه بقيتي بتسمعي كلام زي السم من ناس مريضه
قاطعتها هبه بلهجة حادة فزعت على اثرها رحمه اقفلي الموضوع دا
بقت الفتاتين ترمقان بعضهم نظرات آسفه وحل الصمت لبضع لحظات قاطعته رحمه بنبرة باكية أنا آسفه يا هبه
علا صوت نشيج كلا منهما وصوت تهشم قلوبهم الصامتة بكت كلتاهما پعنف لأجل نفسها ولأجل شقيقتها لما تركهم والديهم ليعانوا كل ذلك! لما أصبح العالم بمثل قسوته حتى تتعرض تلك الفتاة الهادئة للسخرية والوحدة لمجرد تشوه بوجهها هل الشكل هو الجوهر القائم بين الشعوب الآن أم أن النقصان أصبح طبع فطري بالبشرية
وضعت شالها الثقيل على كتفيها وتركت خصلاتها للرياح لتؤرجحها كما تشاء تركتها حرة عكس روحها المقيدة مضى يومان منذ تحدثت معه ولم تلتقى به صدفة كانت قاسېة وحادة معه وكأنها تلومه على حبها الغامض له لقد كان قدومه على قلبها كالشتاء بهذا العالم حاد قارص كثيف ومؤلم أغمضت عينيها بسلام سامحة لنسمات الهواء الباردة تلفح صفحات وجهها الشاحب قطع انسجامها صوت هاتفها ليعلن عن رسالة فتحت الرسالة والتي كان محتواها
لا تعرف هوية المرسل لم تهتم لتعرف لأنه وببساطة يؤكد شعورها اليومي وكأن المرسل يعلم خبايا قلبها يصف ما يحدثه الألم بها أصبحت وحيدة صديقتها الوحيدة غادرتها وهو رغم ما يفعله لها إلا انه غادرها منذ البداية كانت وحيدة وكم من الصعب قول ذلك تخفي ضعفها وقنوطها خلف قناع قوتها المزيف وتحديها للجميع ترغب بقلب يضم قلبها ليخبره أن كل ما تتمناه سيأتي وإن طال ولكنها تشعر بالخواء والبرودة التي تتدرج لأواصلها!!!