رواية هبة بارت 6
تتفانى به لأجل أن تحيا هي وشقيقتها ولكنها الآن لا ترغب بالابتعاد عن مُحيطه، جاذبية مجهولة تُلصقها به، تنهدت بيأس من مراقبته، باتت مُراهقة ساذجة تُراقب حبيبها من خلف شرفتها بانتظار عودته، لاح بعقلها صديقتها (ورده) !! ولكن كيف نسيتها ولم تسأل عن أحوالها ؟ أسرعت ملتقطة هاتفها وهاتفتها .....
قالتها (هبه) بمزاحٍ عندما طال الصمت إلا من أنفاس صديقتها العالية
محتاجاكِ يا هبه
تمتمت بها (ورده) بضعفٍ عام وهمسٍ نازف نابع من قلبها المُرهق
سقط قلب الأخرى عندما وصل لها ما تشعر به رفيقتها فجذبت خِمارها ونقابها على عجلٍ وهي تسألها
أنتِ فين يا وردة
في مستشفى
بلهفة وتسرع التهمت الدرج وهي تُعدل من ثيابها ولم تنتبه للحائط البشري المُقدم عليها ، رفعت عينيها بلامبالاة عندما رأت ظلٍ رجولي أصبح حائل بينها وبين باب البناية، كادت أن تصيح فيه بالابتعاد ولكنها عندما رأته أخفضت رأسها بينما هو بادر بسؤاله الغاضب : راحه فين يا هبه دلوقت ومستعجله كدا ليه حتى مربطيش نقابك كويس
هزت رأسها بنفي وتمتمت ويديها تقبض على رِباط نقابها : راحه المستشفى لورده ممكن لو سمحت تعديني ؟
أفسح (ثائر) لها الطريق وسبقها متحدثًا بأمرٍ : اتفضلي ورايا هوصلك
لم يكن لديها مجالاً للمناقشة أو الرفض وسارت خلفه بخنوعٍ وقلبها ينبض پعنف من هواجسها التي تصور لها السوء برفيقتها، جلست بالمقعد جواره وشردت قليلاً بحالها ولكن .....
شرد هو بها، بداية من عينيها البُنيتين اللامعتين بالعَبرات حتى صوتها الهامس الذي بات يُدمنه ويعتاد عليه، تُشبه زهرة الربيع المُتفتحة التي مرت بقلبه لتتهادى بخطواتها المدللة فوق دقاته العالية، حمحم ( ثائر) بصوته قاطعًا الصمت وأردف بهدوء : مين ورده دي ؟
ابتسمت لصوته الذي تخطى جميع الحواجز ليعبر لقلبها ورمقته بنظرة جاهدت لإخفاء ارتباكها وهمست بحزن : صحبتي الوحيدة
صمت قليلاً وراقب الطريق من حولهم، السماء ليست بحالة جيدة الليلة، من المؤكد أن موجة من الأمطار قادمة، اختلس بعض النظرات لها ليرى تلك البُقعة المالحة أسفل عينيها والتي أكدت حِدثه بأنها تبكي، قبض على مقود السيارة پعنف حتى أبيضت سُلمياته ولكنه تمالك غضبه من حزنها وأردف بتوجس : عرفتيها إزاي ؟
حسناً هي تحتاج الحديث وها هو يُقدم لها بطاقة البِدء على طبقٍ من ذهب، أشاحت بوجهها للطريق حيث بدأت قطرات المياه بالهطول وصوت الرياح بدأ بالعزف على أحزانها وكأن الجميع يشاركها تلك اللحظة الفريدة وكم هي ممنونة لهم، فركت كفيها بتوتر وتحدثت ببسمة استشفها هو من صوتها : لما دخلت الحاره اللي والدة فاضل قالتلي هتعيشي فيها كنت تايهه، معرفش حد، خاېفه، كنت تعبانه، كل ذرة بتئن من الۏجع جوايا غير ۏجع قلبي، كنت ماشية بتسند على الحيطان لحد ما ظهرتلي بنت شالت عني شنطتي ومسكت رحمه ودورتلي على شقة فيها، فضلت معايا طول اليوم لحد ما نضفت الشقة وجابلتي أكل وبعدين سابتني، تاني يوم لقيتها جايه بتطمن عليا، وجابتلي دكتور والعلاج وفضل الوضع دا لحد ما خفيت، كنت بسيب رحمه عند مامتها وقت شغلي لأني خاېفه عليها، صادف وشغلي كان معاها في نفس الشركة، كل دا ومكنتش تعرف حكايتي ولا اسمي غير بعدها بإسبوعين لما خفيت، مكنتش خاېفه من وجودها، كنت مطمنه، حد بيطيب چرحك ببسمة منه وهو مفتقدها، حد بيحضنك لما تتعب بعد ما كنت وحيد بتعاني، ورده زي الحلم، أنا لو بحمد ربنا على رزق