رواية هبة بارت 6
وأكملت وهي تترك يديها وتتوجه لزوجها: يا ست الحسن!
لم تنتظر لتسمع ردة فعلها فيكفيها نظرات راكان الخبيثة ونظرات الفتاة الحاړقة بل دفعته لغرفة الملابس وأغلقتها واستندت على الباب تلتقط أنفاسها بعد تلك المواجهة التي سُجلت أول اهدافها الرابحة بها....
أما ذلك الماكر...
نظرته الخبيثة لها أوضحت نواياه الكامنة ولكنه لم يدعها تستوعب لتبتسم له وتبتعد عنه في خجل من استسلامها تلك المرة أيضاً وتخفض رأسها لأسفل لتتهرب من عيناه ولكنه استجمع رباط قوته ورفع مقلتيها الخجولتين وهمس بجانب أذنها: إحنا ملكية خاصه لأثير هانم ولقلب أثير هانم بس هي ترضى علينا بلمعة حب من عيونها وإحنا قلوبنا ترفرف وراها....
ابتعدت عنه بأنفاسٍ متهدجة ونبضاتٍ ثائرة ورطبت شفتيها بتوتر وتمتمت بخجل: يلا نمشي يا راكان
راقص حاجبيه ومرر إبهامه على شفتيها بحركات بطيئة جعلتها تتلبك بوقفتها وتشعر بصاعقة ضارية تحتل جسدها وأغمضت عينيها وحاولت تنظيم أنفاسها من قُربه المُهلك لقلبها وهمست بتعلثم : راكان... م ينفعش... بليز...زز
تركها وابتعد عنها لتشعر هي بالهواء يداهم جسدها بعد دفء حضوره فسارعت بفتح عينيها وصعقټ لما رأته، بلعت لُعابها المُفرط وهمست بتوجس: أنتَ بتعمل إيه؟! ... بتخلع كدا لي؟!
أكمل « راكان» خلع قميصه الأبيض وعيناه مصوبة فوق جسدها الخَجِل ونظرة عابثة تغزو مقلتيه الداكنتين وتمتم بجدية زائفة: بخلع اومال نمشي بالبدلة؟!
تلجلجت بوقفتها ودرات بنظرها بالغرفة الصغيرة وبلعت رَيقها وهمست وهي تنوي الخروج: طب أنا هستناك برا
لاعب حاجبيه بمكرً وغمر لها ثم تحدث بنبرة عابثة : ومالو كلها يومين يا أثير هانم
أما تلك المُتألمة بقت بضع دقائق تمنع نفسها من الدلوف إليه ولكن لهفتها وقلقها غلبا عليها وها هي تُراقب ملامحه المُتعبة وكأنه خرج من إحدى ساحات القتال الشرسة، تقدمت من فراشه بقلبٍ ينتفض رُعبًا عليه، جلست على ركبتيها أمامه وأمسكت بكفه المُرتخي وبترددٍ ورجفة قربته من فمها لاثمة إياه بقبلة نازفة، قُبلة راجية وحزينة لما وصلا إليه!...
بللت شفتيها بطرف لسانها وخرج صوتها المرتعش بهمسٍ خاڤت ولكنه صاعق للقلوب : من سنين عدت مقدرش أعدها قضيتها في حبك، من أول مشكلة لينا سوا وأنا حبيتك، كنت ديما تهزر معايا وتقولي يا أوزعه وتتريق على مشيتي وطول وأنا أرد عليك وأزعق وأبقى نفسي أضربك بس دا في الأول يوم ورا التاني وشهر ورا التاني لقتني بستنى هزارك دا بس لما كان بينا ؟ ايه خرجته برا؟ مكنتش كدا ؟ ايه بدل حالك يا كل حالي وكل غالي على قلبي، بيقولوا القط مبيحبش إلا خڼاقه دا مثل قديم كدا بينطبق عليا رغم كل اللي عملته في قلبي وكل ۏجع زرعته فيا لسه قلبي الجاهل بيحبك
صمتت قليلاً لتستجمع حروفها المُهاجرة وترقرقت الدموع بمقلتيها السوداويتين وهمست بضعف : متعودتش عليك ساكت، حبيتك وأنت بتشاكسني يا براء ..... خليك قوي بالله
انتصبت واقفة وطبعت قبلة عميقة فوق جبهته ودموعها لأول مرة تصاحبها وتهطل لتواري ضعفها وقلة حيلتها، لم تدري لما فعلت ذلك ولا كيف ولكنها اتبعت ما يُمليه عليه قلبها، لم تكن قبلتها سوى عطوفة وحانية وراجية له، راجية ومتمنية عودته بقوته من جديد، كانت تحتاج تلك القبلة أكثر منه وقد كان وانتهى الأمر ......
مرَ بقية اليوم عليها بسلامٍ، لم تذهب لعملها التي كانت