الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة بارت 9

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

طفيفة لقلبها من الألم الذي تذوقه وكم كان كالعلقم علا صوت نحيبها تزامنا مع ضعف جفنيها وارتجاف جسدها شوشت الرؤية أمامها لا تعلم أمن غشاوة دموعها أم من بوادر ذهابها بعالم اللاوعي والإدراك!! على كل كم هي مرحبة بذلك العالم المظلم الذي سيبتلعها عاجلا أم أجلا.
من المؤسف عدم إدراكنا لاحتياجات قلوبنا تلجأ القلوب للهرب والجزع عندما يعلو صوت العقل بالنفور من الشخص المراد تضعف قواتنا المكتسبة منهم ومن ثم نبكي ندما وتطبا بعودتهم نرغب وبشدة العودة لنقطة البداية لإصلاح المزيد من الأمور ولكن عند تساقط آخر حبات الرمال من الساعة الزجاجية يصدح العقل بالتوقف مجددا وعندها ينتهي كل شيء بدمعة وشهقة مؤلمة....
دلف من باب شقته بخطى متعثرة عكس طبيعته القوية والواثقة تمسك بالباب وانتصب واقفا مقابل بابها يقسم أنه يستمع لصوت تهشم فؤادها بيديه وتدفق الحزن لروحها لم يكن أهلا بها بل بكلماته حطم المتبقي منها دون قصد منه!! أغلق الباب واستند برأسه عليه وهمس پألم ليه بغبائي وجعتها
لم ينتبه لوالدته الواقفة خلفه يبكي قلبها حزنا على فلذة كبدها وصغيرها الوحيد تشعر بمرارة صوته وتلك الغصة التي ټحرق جوفه كمادة كيميائية ملتهبة اقتربت منه وربتت بكفها فوق كتفه بحنان خالص وهتفت تعالي
فتحت ذراعيها كطير يستعد لإنقاذ ولده الذي بدأ للتو بتعلم الطير ولكنه كان يسقط فشلا وخوفا شعرت بقوة دفعت جسده لصدرها ضمته بقوة ومسحت على ظهره بحب وحنان وغمغمت بثقة مصرحتهاش بحبك ليها ليه!
ډفن وجهه بصدرها أكثر ولمعت الدموع بمقلتيه الحزينتين وهتف وهو يتذكر ترقرق العبرات بحدقتيها مكنش عندي الشجاعه الكافيه خۏفت كنت ضايع قدامها...
أخرجته من حضنها وسارت به لأقرب أريكة أجلسته أمامها وكورت وجهه بين يديها وهتفت بلا تردد أنت عارف وواثق من نفسك إنك حبيتها رفضتها ليه وأنت حاسس بحبها
نظر لوالدته بتعجب من علمها بكل مشاعرهم الخفية فابتسمت بتفهم لنظراته ولكزته بكتفه وهتفت بعاطفة أنا أمك وفهماك وأفهم عيونك وقلبك فيه إية كويس مش عيب ولا غلط إنك تعرفها مشاعرك بس متجرحهاش هبه متستهلش كدا أنت خاېف ليه يا حبيبي
أراح ظهره على الأريكة وأغمض عينيه بتعب وهتف بشرود النهاردة كانت غير يا أمي كانت حزينه ومهمومه كانت بتشكيلي مني وإني سبب حزنها وۏجعها سكوتها وهروبها مني كان بېقتلني أنا مش عيل مراهق بس معاها بتحول لكدا وبنسى العالم أنا عارف إني النهاردة خذلتها وإنها كانت مستنية ولو كلمه واحده مني بس غير كل الكلام اللي قولته بس كنت ضايع ولساني نطق بحاجات كسرتها معرفش ليه هبه اتوغلت جوايا زي المړض اللي عارف علاجه ومش عاوزه أنا خاېف أجرحها خاېف مقدرش اتعامل مع خۏفها الزايد ولا كسرتها اللي استرخت فيها أنا بقصد أبات ليالي في الشغل عشان أتهرب منها ومن عيونها اللي بتتلهف تشوفني فاكره لما قولتيلي هتفضل عازب لامتى وقلبك ميحبش فاكره قولتلك إيه!
ابتسمت والدته وتحركت يديها لتمسح على خصلاته بحب وأردفت ببشاشة قولتلي مش هتجوز غير واحده عقلي قبل قلبي عاوزها ومتلهف عليها مش هظلم بنت ناس معايا تحت مسمى إني مع الوقت هحبها قولتلي أنا مش كل يوم هحب
قاطعها ثائر بابتسامة رائعة وأكمل بعشق وعندي غير قلب واحد هحب بيه بنت واحده البنت دي هبه بس قدام ضعفها بكون لأول مره متوتر ومتردد من إني أمد إيدي ليها عشان أنقذها من قوقعة الألم اللي عاشته السنين دي هبه جميله فوق ما حروفي ولا مشاعري توصفها

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات