الخميس 09 يناير 2025

رواية هبة بارت 7

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السابع 
رب صدفة تجمعنا ولحظة ترافقنا وعمرا ينسينا سنكون معا ذات يوم
ضباب كل ما يجول حولها ضباب تام تخلل لمسمعها صوت حزين خاڤت يتلو بعض الآيات رغبت بالخلاص وأن يكون واقعها مجرد هلاوس بصرية تجول بها تمنت من صميم قلبها كونها فراشة حرة ترفرف بين الأزهار وتتلمس بأجنحتها الملونة جزيئات الرياح ولكن!!! 

هي بالواقع رمشت بأهدابها بتعب ومن ثم كشفت عن داكنتيها الحزينين رطبت شفتيها ووقع نظرها على هبه الممسكة لكتاب الله تتلو لها ابتسمت بحب وخرج صوتها الضعيف أثر نحيبها صوتك بيروي الروح يا هبه
رفعت هبه نظرها من المصحف لتتسع بسمتها الحزينة أسفل نقابها عندما أبصرتها لقد ظلت لساعتين غائبة عن الوعي بفعل بعض المهدئات التي حقنها الطبيب بها نهضت مقتربة منها وجذبت المقعد لجوار فراشها انحنت طابعة قبلة مطمئنة فوق جبينها وأردفت بحب أنت بخير 
هزت وردة رأسها وتصاعدت العبرات المالحة لتسكن حدقتيها وأشاحت بوجهها بعيدا وهمست برجاء هو كويس صح! 
تساقطت دموع هبه المټألمة وربتت بكفها فوق حجابها وهمست بتأكيد ومستني يشوفك
رمقتها ورده بنظرة متلهفة ودموعها تبلل وجنتيها الشاحبتين ثم ابتلعت ريقها پخوف وتمتمت بتوجس هو فاق وبقى كويس! 
ابتسامة هبه المؤكدة جعلتها تنهض بضعف شغوف من مخدعها وتهرول لمن أرهق قلبها استندت على جدران الغرف حتى وصلت لغرفته ووقفت أمام الباب وتنهدت بعمق وطرقته آتاها صوته المتعب الذي مزق قلبها إربا وجعلها تكتم صرخها وتخطو للداخل بتباطؤ..... 
وقع نظرها المتلهف عليه فقد بريق عيناه التي كانت تغوص بغاباتها الخضراء شفتيه الشاحبتين أوضحت نقص الأكسجين بجسده جسده الهزيل والأجهزة الموصلة به جعلتها تشيح ببصرها عنه تنوي الخروج قبل إظهار ضعفها ولكن صوته الملئ بالرجاء جعلها تتقدم منه وتجلس على ركبتيها أمامه وتهمس بحنو عامل إيه دلوقت
ابتسم براء باتساع وتنفس بعمق رغم ضيق صدره وتمتم بإرهاق أنا آسف
هزت رأسها پعنف وأغمضت عينيها لتسمح لدموعها بالتوازي على وجنتيها وهمست بأمل هتبقى بخير عشاني!
رفع براء كفه المرتجف ووضعه بحنان على شطر وجهها ليمسح دموعها بأنامله وتحدث بحړقة تتجوزيني!! 
بعدما هدأ قلبها على صديقتها قررت العودة لشقيقتها كانت في طريقها للخروج من الغرفة عندما التقت به ابتسمت بتكلف وتمتمت له ينفع نمشي! 
أومأ لها بصمت ووضع كفه بجيب بنطاله وأشار لها بالتقدم....
إنها الثانية عشر بمنتصف الليل تماما حيث العاشقين والمحبين يتهامسون سرا وعلنا عن ما يجيش بصدورهم الثانية عشر من أوحش الزكريات القاسېة على قلوب المخذولين والمفارقين الثانية عشر البداية الجديدة لحكايات جديدة مبهجة لبعض الوقت....
طلبت منه التوقف أمام البحر ترجلت من مقعدها وجلست على الأرضية الرملية محتضنة نفسها يقولون البحر بئر الاسرار لم يرد قلبا خائب ولا حزينا تعيس جميع المحبين يأتونه ليقذفوا بأمواجه ندبات قلوبهم وعلقم حلقهم ثم يبتسمون وينتهي الأمر شعرت بحركته يجلس جانبها لكنها لم تلتف واكتفت بسؤال بسيط بتحب البحر!
قبض على بعض الرمال وخللها بين أصابعها وابتسم بغموض وتمتم البحر غدار ميتوثقش فيه ولا يتحب
دارت بنظرها له ورمقته بتعجب وأردفت ليه!
اعتدل بجلسته واراح ظهره للخلف وسلط نظراته على النجوم اللامعة بالسماء والتي بدأت بالاختباء وتحدث البحر زي الكتاب الاحتياطي اللي بتلجأي ليه لما كل اللي حواليكي يمشوا هو بدوره بيغريك بموجه وصمته ولونه الصافي ويثبتلك إنه خير صديق بس هو ألد عدو واحده واحده تتمني تغوصي فيه عشان تفهميه بس وقتها بيبقى هو انتصر وسحبك لنهايته اللي بتوازي نهايتك كلنا بنميل للبحر بلونه ولطفه والراحه اللي بنلاقيها على رماله

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات